الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. ضد الغلاء وضد الحرمان!
لم يقل أحد إن نجاح الإصلاح الاقتصادى المنشود طبقا للبرنامج السياسى الطموح للرئيس السيسى يتطلب التضحية باستحقاقات المعيشة الكريمة فى الحاضر من أجل الاطمئنان على مستقبل أجيال جديدة لم تولد بعد ولكن يمكن القول: إنه إذا كانت الأقدار قد فرضت على جيلنا أن يدفع جزءا كبيرا من فاتورة الإصلاح فإن ذلك لا يعنى أن تزيد التضحية عن حدها إلى حد المساس بالاحتياجات الضرورية من متطلبات المعيشة الكريمة من الغذاء والدواء والمسكن اللائق وسائر الخدمات من الطرق ووسائل المواصلات ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحى والمدارس والمستشفيات.

وهنا تكمن أهمية بناء معادلة متوازنة بين مواصلة المضى على طريق الإصلاح الذى دونه الكارثة وبين ترسيخ الشعور بأن دور الدولة فى الحماية الاجتماعية للفئات غير القادرة لن يختفى ولن يتضاءل.

وعندما نتحدث عن الدور الضرورى للدولة فى الحماية الاجتماعية فإن الأمر لا يقتصر فقط على استمرارية الدعم السلعى للمواد التموينية الضرورية إزاء الفئات المستحقة للدعم وإنما ينبغى أن يبرز دور الدولة فى الحماية الاجتماعية ضد جشع التجار والمغالاة فى الأسعار على مختلف المستويات خصوصا فى تعريفة النقل وما يقدمه الحرفيون من خدمات والمهنيون من استشارات جرى القفز بأسعارها دون رقيب أو حسيب بعيدا عن معايير القيم الاجتماعية.. وهنا علينا أن ندرك أن الإصلاح عدالة ولا يمكن فى غياب العدالة أن يكون هناك إصلاح وركيزة العدالة ليست فقط فى التوزيع العادل لأعباء فاتورة الإصلاح وإنما فى قدرة الدولة على الضرب بيد من حديد ضد الغلاء الفاحش والجشع الفاجر!

إن الإصلاح الاقتصادى ضرورة حتمية وليس ترفا سياسيا.. ولكن لابد من وقفة حساب مع الفئات التى تستهدف بجشعها ومغالاتها فى أسعار السلع والخدمات أن تعزز شعورا بغيضا بالقسوة والحرمان.. وهذا لا يصح ولا يجوز ولا ينبغى السكوت عليه!

خير الكلام:

<< قيمة المرء ليست فى علمه وغناه وإنما فى تسخير أفعاله لرعاية الآخرين!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف