الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان .. ما حدث بآثار الجمالية !
داخل 2 كيلومتر مربع من قلب القاهرة الفاطمية.. تتزاحم 108 درة فريدة، هي "خلاصة" فن العمارة خلال الحقبة الاسلامية بمصر لا تُقدر قيمتها بثمن.. ليس لوزنها الثقافي والسياحي فقط.. ولكن لأنها قطعة حية من التاريخ.
وما فعله الأثري محمد أبوسريع مدير آثار الجمالية.. يفتح عدة قضايا في غاية الخطورة والأهمية، فالرجل ـ الذي لا أعرفه شخصيا ـ تولي العمل بالمنطقة منذ أقل من شهرين ليُفاجأ بأن جزءا مُهما من الآثار المسئول عنها.. مدفون تحت مخلفات عُمقها ستة أمتار وعمرها عشرات السنين.. كان يمكن أن تشتعل وتحول المنطقة لكتلة من اللهب نخسر بسببها أرواحا ونفقد تحفا أثرية لا مثيل لها متمثلة في إحدي بوابات القاهرة القديمة غير المشهورة!!
فزع الرجل وقرر أن تكون هذه البقعة بداية عمله بالمنطقة، وكان من حُسن حظه أن د. خالد العناني وزير الآثار تعاقد في مايو الماضي، مع احدي شركات المقاولين العرب لتنظيف المناطق الأثرية.. فحشد "أبوسريع" رجاله وامكانياته القليلة وبدأوا "التنقيب" تحت الركام لمدة 10 أيام رفعوا خلالها 15 طنا من القمامة "المُعتّقة" لينجلي أمامهم واحدا من أجمل الأعمال الفنية التاريخية، هو باب "التوفيق" الذي بناه بدر الدين الجمالي قائد جيوش صلاح الدين منذ ما يقرب من ألف عام (480 هـ/ 1085م)!!
التساؤل هنا.. كم مر علي بلادنا من وزراء للآثار ومديرين ولم يحرك أحد ساكنا؟ ومن يضمن ألا تكون كنوز أخري مُهملة علي هذا الغرار؟ وكيف نتعامل كمخالطين للآثار مع هذه التحف الملقاة علي الطريق!؟
مهمتنا الآن أن نمد جميعا أيادي العون لكل مسئول يتصرف بإيجابية..يمكنه حل مشكلة ضخمة في ثانية واحدة و"بجرة قلم" كما فعل د. العناني ومدير آثاره في الجمالية، سواء كنا مواطنين أومحليات أومجتمعا مدنيا أوهيئات للتجميل والنظافة.. فبلاد كثيرة من العالم تتمني 2 كيلومترا مربعا كهذه لتحولها إلي أسطورة سياحية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف