عباس الطرابيلى
هموم مصرية فاقد.. المحاصيل
ما دمنا جادين فى الحد من إهدار الثروة القومية.. لماذا لا نحارب من أجل تقليل «الهدر» أو الفاقد فى المحاصيل.. وهى نسبة أعلى مما تعانيه دول غيرنا.
والفاقد ليس فقط فى الحبوب: قمح. أرز. ذرة. سمسم. عدس. فول سودانى.. بل أيضًا فى الخضراوات.. والفواكه.. وربما أيضًا فى المحاصيل الزيتية.. وتخيلوا حجم الفاقد من الحبوب: فى الموانئ لأننا ونحن أكبر دولة مستوردة للقمح يصل إلينا القمح الصب.. وننقله بالسكك الحديدية.. أو السيارات النقل وأيضا بالنقل النهرى.. بل نسأل هنا عن حجم ما تأكله الطيور والعصافير فى مقدمتها سواء فى رحلة القمح من الحقول إلى الشون التابعة للدولة.. أو إلى الصوامع العصرية فى الموانئ.. أو فى المدن ذات الاستهلاك الكبير.. وأكيد رأى بعضنا ذلك الفيلم الشهير الذى يقفز فيه اللصوص على قطار ينقل القمح وكيف يلقون بكميات كبيرة منه خارج العربات.. يعنى قطار بلا حراسة!!
<< وإذا كانت الدولة قد قامت بالذات مع الدول المصدرة للقمح لنا بإنشاء صوامع عصرية عديدة.. إلا أنها تظل دون القدرة على استقبال كل القمح المستورد.. أو الذى يورده الفلاح المصرى من القمح المحلى المصرى.
وبعد أن أصبحنا من الدول المستوردة للأرز بعد دخولنا عصر القحط المائى - فلا نعرف هل سوف نستورد الأرز فى عبوات.. أم أيضًا بنظام الصب وطبعا تعرفون أننا نستورد الذرة أيضًا من أجل زيتها هى وفول الصويا.. وربما بذور دوار الشمس.. فهل يعلن لنا أى مسئول عن نسبة الهالك فى هذه المحاصيل سواء فى الموانئ أو الشون.. والتى أعتقد أنها تدور حول 10٪ من إجمالى المحصول المحلى أو المستورد.
وهذه بالطبع نسبة عالية جدًا.. وهى بذلك مال ضائع ربما يحسب بملايين الدولارات.. فهل من أمل فى تقليل نسبة هذا الفاقد أو الهالك؟!
<< وباقى المحاصيل.. طماطم. خيار. خضراوات وغيرها.. لماذا نصر على نقلها داخل أقفاص من جريد.. وهى وسيلة نقل تؤدى إلى تلف نسبة عالية منها لا تقل أيضًا عن 10٪. وإذا كنا قد أنقذنا محصول العنب بنقله عبر علب كرتونية.. فلماذا لا نجرب ذلك فى باقى العبوات والمحاصيل. مثل الخوخ- بالذات القادم من سيناء.. أو خوخ العريش وكفاه ما يعانيه من تأخر نقله من هناك إلى أسواق المستهلكين فى القاهرة والدلتا.
نقول ذلك لأن فى الأسواق الآن نوعًا من الخوخ مستوردًا من الأردن واليونان وقبرص.. وكذلك الوضع من البرقوق.. وأيضا موسم المانجو.. بدأ.
<< وأعلم أن مصدرى القطاع الخاص الذين يقومون بتصدير الموالح المصرية والمانجو والجوافة.. وأيضا الفراولة يهتمون بحماية هذه المحاصيل لكى تصل إلى المستهلك الخارجى فى حالة أفضل.. ويهدف تقليل التالف من هذه المحاصيل.. حتى لو كان بالنقل الجوى.. فما بالنا من النقل البحرى الذى يتم للبطيخ والكنتالوب وبعض رسائل البرتقال المصرى إلى موانئ جنوب أوروبا.
وتخيلوا أن نكسب 10٪ زيادة لو حافظنا على درجة جودة هذه المحاصيل.. فالمصدر يستفيد -خصوصًا لو كان أيضًا هو المزارع- والدولة تربح أيضًا بزيادة حجم ما نصدره.. فنعدل الميزان التجارى بعض الشىء.
فقط: قليل من الاهتمام.. وكثير من التشدد فى النقل والتعبئة!!