نبيل زكى
كلمة السر - زيادة في عدد المليارديرات!
تركز الثروة في أيدي نخبة مالية ضيقة علي سطح هذا الكوكب يتزايد بسرعة. فقد كشف تقرير حول الثروة العالمية لعام ٢٠١٨، صدر في أواخر الشهر الماضي، أن إجمالي الثروة المالية للمليارديرات زادت علي الضعف بين عامي ٢٠٠٨ و ٢٠١٧، وارتفعت من ٣٢.٨ تريليون دولار إلي ٧٠.٢ تريليون والمتوقع أن يتجاوز هذا الرقم مائة تريليون دولاربحلول عام ٢٠٢٥. والملاحظ أن ثروات أغنياء العالم زادت في عام ٢٠١٧، للعام السادس علي التوالي.
أصحاب الثروات الطائلة زادوا بنسبة عشرة في المائة أو مليون و ٦٠٠ ألف شخص، ويشكل من يقيمون منهم في الولايات المتحدة واليابان وألمانيا والصين ٦١٪ من أصحاب الثروات الكبيرة في العالم.
ويفرق التقرير بين الاوليجاركية »الأقلية» المالية التي تشمل من يملكون ٣٠ مليون دولار أو أكثر وبين أصحاب المليون فقط.
وتضم منطقة آسيا ـ الباسيفيك عددا كبيرا من أصحاب المليارات الذين بلغت نسبة الزيادة في أعدادهم ٧٤.٩٪ كما زادت ثرواتهم علي نطاق العالم بنسبة ٦٨.٨٪ وتزايد عدد أصحاب الثروات الكبيرة في اليابان بنسبة ٩٪ وفي الصين بنسبة ١١٪ أما في الهند، فإن الزيادة تصل إلي ٢٠٪. وأدي الارتفاع القياسي في أسعار الأسهم إلي الثراء السريع للأرستقراطية المالية التي حصلت علي عائدات لاستثماراتها تتجاوز ٢٠٪ للعام الثاني علي التوالي. وعلي مدي عقود قامت البنوك المركزية، بقيادة البنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي بالعمل مع حكومات مختلفة التوجهات لتنظيم عملية هندسية مرسومة لتحويل الثروة ونقلها من الطبقات العاملة إلي النخبة المالية. بل إن الادارة الامريكية، في عهدي بوش وأوباما، وضعت نفسها في خدمة »وول ستريت» ـ حي المال والاعمال في نيويورك ـ لضمان تعويض أقطاب المال عن كل خسائرهم في الانهيار المالي عام ٢٠٠٨ ليكونوا قادرين علي استغلال الأزمة لجمع المزيد من الثروات لانفسهم.
ثروات النخبة المالية تشكل اكثر من خمس الناتج المحلي الاجمالي العالمي »١٣٥ تريليون دولار» وتتجاوز الناتج القومي الاجمالي للولايات المتحدة وكذلك للصين واليابان وألمانيا مجتمعة، يحدث ذلك بينما اتسع نطاق الفقر والمجاعات والحرمان من المأوي وتفاقمت الامراض، بل إن متوسط العمر في الولايات المتحدة انخفض وزادت وفيات الاطفال والامهات، وبلغت حالات الانتحار أرقاما قياسية وكذلك إدمان المخدرات. لقد استخدمت الثروات في امتلاك القصور والطائرات الخاصة واليخوت بينما تقدر الأمم المتحدة أن استئصال المجاعة في العالم يحتاج إلي ٣٠ تريليون دولار. غير أن موارد العالم تحولت إلي ثروات خاصة!