الكثيرون قابلوا ماطرحته في مقالي يوم الخميس الماضي بعنوان " بلد تكاتك بصحيح" بالتأييد والاستحسان واشكرهم من كل قلبي.. والبعض قابلوه بالهجوم غير المبرر حيث قالوا مثلاً ان التوك توك يستخدمه الفقراء والطبقة الوسطي وهم اعداد لا يستهان بها.. دون ان يتطرقوا الي مساوئه وجرائمه ناهيك عن التلوث البصري والسمعي المصاحب له اينما حل ورحل .
نعم..التوك توك اصبح امراً واقعاً حيث يستخدمه 30 مليون مواطن.. ومن ثم حقق من جاءوا بهذا الوباء مرادهم منه.. ارباحاً بالمليارات ولم يعد في الامكان الغاؤه أي ان الأرباح مستمرة.. فلدينا 3 ملايين توك توك في مصر- والعدد في ازدياد - يعمل عليها نفس العدد أو ضعفه والكثيرون منهم اطفال صغار إما انهم بلا مأوي أو متسربون من المدارس بالاضافة الي الكثير من ارباب السوابق.. ومعني الغائه ان 5 ملايين عاطل علي الأقل سوف يدخلون سوق الجريمة اذا لم يتم تغيير مسارهم.. ومن هنا لابد من ايجاد اعمال لمن سيغيرون نشاطهم والا سنجد انفسنا امام واقع كارثي جديد يتمثل في وجود بلطجي علي كل ناصية وفي الأسواق وغيرها .
بالمناسبة.. في بداية ظهور التوك توك لم يتسبب في جرائم الا نادراً وكان وجوده منحصراً في الريف والعشوائيات والمناطق الشعبية لضيق شوارعها والتي هي بمثابة ازقة وكان اكثر سائقيه يحملون رخص قيادة.. ولكن بعد " 25 زفت" اصبحت الفوضي هي سيدة الموقف حيث ترك الصنايعية مهنهم المحترمة والتي اصبحت مهددة بالانقراض اما للحصول علي المكسب السريع والمضمون يومياً أو لقلة الطلب نتيجة الحالة الأمنية المتردية في ذلك الوقت وخوف الناس من دخول غرباء لبيوتهم.. لذا اتجه الصنايعية للوسيلة الأسهل.. قيادة التوك توك ومن هنا زاد الطلب عليه وزادت معه الفوضي حيث انتشر في القاهرة كلها وفي عواصم المحافظات بشكل سرطاني دون رادع كما زادت بالتالي جرائمه وتنوعت ناهيك عن الأغاني الهابطة التي يسمعها الركاب والسائرون في الطرق رغم انوفهم وكأننا في سوق الجمعة .
اما ذريعة ان مستخدمي التوك توك من الفقراء والطبقة المتوسطة فهذا خطأ فادح لأن تعريفة التوك توك هي نفس تعريفة الميكروباص ويمكن ازيد في بعض الأماكن.. الفرق الوحيد ان التوك توك يستطيع ان يدخل الأزقة والحواري ولذا يفضله سكان المناطق الشعبية "الكسالي" .
يا كل من يدافع عن التوك توك ومنهم اصدقاء وزملاء أعتز بهم.. لن اغير رأيي فيه.. انه وباء سرطاني " الله يخرب بيت اللي بلانا به" جرائمه وقضاياه عنقودية واقرأوا المقال من اوله ومع ذلك فان الحل سهل.. انه يحتاج الي ارادة واجراءات فولاذية لتقنينه بالبتر من اماكن والابقاء عليه في اماكن اخري تحتاجه وترخيصه وتحديد مواقف وتعريفة وخط سير له.
سؤال "بريء" : لماذا رفضت الحكومات المتعاقبة ترخيص التوك توك ؟؟.. وماذا كان يعمل من قبل من يقودونه الآن ؟؟.. وماذا كان يستقل الناس في تنقلاتهم قبل ان يبتلينا الله به ؟؟.. وكيف ستحلون قضاياه المتشعبة ؟؟.. اجيبوا بأمانة وواجهوا انفسكم بصدق يرحمكم الله .