تناولت في المقال السابق نصائح الكاتب الأمريكي الشهير ديل كارنيجي. للتغلب علي القلق الذي أصبح سمة عامة لدي جميع شعوب العالم. حتي أصبح من أهم معوقات تقدم البشرية لأنه يفقد الإنسان حماسه ورغبته في الحياة.
وفي هذا الجزء من الكتاب الأشهر في العالم "دع القلق وابدأ الحياة". يقدم كارنيجي نصائحه للقراء كيف يمكنهم تحليل القلق الذي ينتابهم والتغلب عليه؟!
فيقول: علي الشخص أن يبدأ استخلاص الحقائق التي تسبب القلق بصورة مجردة وكأنها لشخص آخر غيره. بحيث تكون نظرته محايدة بعيدة عن العواطف ويقوم بتسجيل الحقائق التي في مصلحته والتي تتعارض مع مصلحته ويفكر بحيادية تامة.
يقول كارنيجي من المؤكد سوف تصل للرأي الصواب وتتخذ القرار السليم والأهم من ذلك أنه بهذه الطريقة سوف يتلاشي خمسين بالمائة من القلق وسوف يتلاشي القلق تماماً عندما تبدأ في التنفيذ مع الالتزام بأن تضع نصب عينيك الحصول علي نتيجة ولا تتردد ولا تراجع خطواتك ولا تخلق لنفسك الشكوك والأوهام ولا تنظر إلي الوراء بل أقدم علي تنفيذ قرارك.
ينتقل دليل كارنيجي في كتابه إلي جزء آخر وهو كيف تحطم عادة القلق قبل أن تحطمك ويقول عليك أن تطرد القلق من ذهنك عن طريق أن تشغل نفسك بعمل يتطلب شيئاً من الابتكار والتفكير لأن الاستغراق في العمل يطرد القلق.
مع ملاحظة ألا تشغل نفسك بتوافه الأمور لأننا إذا بالغنا في الاهتمام بالتوافه انتابنا القلق من أجلها بينما إذا لم نعرها اهتماماً نسيناها.
يقول كارنيجي كثيراً ما نسمح لأنفسنا بالثورة من أجل توافه كان من الأفضل تجاهلها وإننا ننفق ساعات العمر التي لا يمكن تعويضها في اجترار أحزان كان يجب أن يطويها الزمن. لذا يجب أن نملأ حياتنا بالنشاط المثمر والأفكار المجدية والأعمال النافعة. فالحياة أقصر من أن نقصرها.
ينصح كارنيجي بأن تستعين علي تطرد القلق بالإحصاءات والحقائق الثابتة وأن تسأل نفسك: هل هناك ما يبرر مخاوفي؟!.. وما هو احتمال حدوث ما أخشاه؟!.. وأن أكون دائماً مستعداً لتقبل ما ليس منه بُد. فإن تقبل الأمر الواقع خطوة أولي.
وعليك أن تعلم أن الظروف ليست هي من تمنحنا السعادة أو تسلبنا إياها. وإنما كيفية استجابتنا لهذه الظروف هي التي تقرر مصيرنا.
ما ذكره كارنيجي في كتابه الذي هز العالم قاله رسول اللَّه "صلي اللَّه عليه وسلم" قبل 14 قرناً من الزمان وهو: "ارض بما قسم اللَّه لك. تكن أغني الناس".