الأهرام
حسين الزناتى
بضمير .. نقطة ضوء فى سماء العتمة!
هل فقدنا الأمل وهل يصح أن نفقد الأمل فى هذا الزمن؟! فى طفولتنا قالوا لنا إن اليأس فى وقت الشدة خيانة.. بدأ جيلنا حياته، وهو يعيش مأساة الهزيمة فى 67، ولكننا نحن من داعبت قلوبهم ألحان وأصوات، حملت بين رناتها نسائم المقاومة، والوصول إلى قمة الكبرياء بحرب أكتوبر، وذقنا طعم الانتصار، فكيف يمكن لنا أن نفقد الأمل؟. اعتقدنا ان عصر الانفتاح بتداعياته نزع من بين أيدينا سبل الإبداع، بعد أن طفت على السطح طبقة سحبت ماتبقى من روح وطن، فجاءت نوبل نجيب محفوظ، لُتعيد التوازن المفقود، وتقول بين الأمم إننا مازلنا هنا نبدع، ونصل للعالمية.. فكيف يمكن أن نفقد الأمل؟. قلنا انتهى الأمر عند محفوظ، فجاء زويل، ومجدى يعقوب، وتوقعنا أن يقف سريان دم وجودنا بين الأمم، مع توريث قادم لامحالة، فرفضنا، بعدها وقعنا فى فخ نظام قرر أن يحكمنا بالدم إلى الأبد بفاشيستية دينية، لكننا قاومنا وقمنا من سُبات الصمت لنقدم درساً للعالم كله، كيف نستطيع تغيير مالم يستطع أحد تغييره فى عام واحد، فكيف يمكن أن نفقد الأمل؟!. بقيت المؤامرات علينا ولم تتوقف، بإرهاب أراد قتلنا، ويُفكك ماتبقى لنا من روح مُرهقة من تداعيات ثورتين، ولكننا قاومنا ووقفنا، وصمدنا فكيف يمكن أن نفقد الأمل؟! إن شعبا يوقف هجوم الهكسوس والتتار والصهاينة، ويتحمل كل ماجرى حفاظاً على الأرض والعرض، لايمكن أن يفقد الأمل.. سيبقى المواطن المصرى، أسطورة لاتغيب، لأنه على مدى التاريخ، بقى وقت أن سقطت الأمم، وحضر وقت أن غاب الجميع. هو شعب عاش يبحث عن نقطة ضوء فى زمن العتمة، لذا فهو لن يموت إلا مع آخر نفس فى الحياة الدنيا!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف