الأهرام
محمد حبيب
سطور الحرية .. المريض والعلاج والرحمة أولا
متى سنصبح مثل هؤلاء، وتحكمنا الرحمة والإنسانية والخوف من حساب الآخرة، ونرتقى ونتقدم وتكون حياتنا سهلة وبسيطة، كانت هذه الكلمات والمعانى تدور فى ذهنى وشغلتنى خلال زيارتى للعاصمة البريطانية لندن، ومازالت تستحوذ على تفكيرى عندما قادتنا الظروف للذهاب إلى أحد المستشفيات لعلاج صديق، وكانت الأمور الطبية والإدارية تدور فيها بكل سهولة ويسر، والمطلوب فقط تسجيل البيانات الخاصة بالمريض، وانتظار الطبيب المعالج.

الغريب لم يسأل أحد من المستشفى المريض عن التكلفة المالية أو سداد مقدم تحت الحساب، بل قاموا بعلاج المريض ووجوههم تملؤها الابتسامة والجدية، والإجابة عن الأسئلة الخاصة بآلامه وأوجاعه، ولم يفرقوا بين المريض الغريب والآخر الإنجليزى، ولم يسألوا عن الجنسية أو الأوراق الشخصية، كان همهم الأول والأخير العلاج وراحته والقضاء على المسببات، والتعامل برقى وأدب واحترام ورحمة، وأشياء أخرى لا يصدقها عقل فى مساعدة المرضى دون تأفف أو شكوى.

سألونا فى النهاية وعند مغادرة المستشفى إن كان المريض لديه وثيقة أو تأمين للعلاج، وغادرنا المكان دون مشكلات بل وطلبوا لنا «تاكسى» عندما عرفوا عدم وجود سيارة برفقتنا، وبابتسامة وتحية تقدير تركناهم، ولم نصدق ما حدث من رقى خاصة أنهم يتعاملون مع الجميع بنفس الطريقة، ولا خلاف أو وساطة أو فهلوة، والجميع ينتظر دوره لدقائق دون إزعاج حسب تخصص كل حالة، وتشعر بأن هؤلاء ليسوا أطباء وممرضين بل ملائكة رحمة يسيرون على الأرض، والسؤال أين نحن من هؤلاء؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف