المصرى اليوم
ياسر أيوب
ليس كل ما يقال صحيحاً
أصبح تعبير صفقة القرن شائعا جدا وكثير التداول والاستخدام سواء إعلاميا أو عبر صفحات السوشيال ميديا.. وبات من العناوين اليومية والدائمة أن محمود الخطيب يخطف صفقة القرن من الزمالك أو مرتضى منصور يخطف صفقة القرن من الأهلى..
ومن الواضح أنه تعبير أعجب الكثيرين هنا وهناك، فكان هذا الإفراط فى استخدامه دون تمهل لفكرة أن القرن هو باختصار مائة سنة.. وأن اللاعب الذى يستحق لقب صفقة القرن فى الأهلى أو الزمالك هو الذى يمكن اعتباره أحد أهم لاعبى النادى طيلة مائة سنة.. ولا يدرك مسؤولو أى ناد وجماهيره أيضا أن كرمهم وحفاوتهم بأى لاعب جديد لدرجة وصف التعاقد معه باعتبارها صفقة القرن ستكون نتيجتها فى النهاية أن يصدق هذا اللاعب أنه بالفعل صفقة القرن، وبالتالى لابد أن تتناسب امتيازاته ومطالبه ومكافآته المالية مع اعتباره صفقة القرن للنادى..

وأصبح هذا الوصف إحدى كلمات وعبارات كثيرة باتت تقال ويجرى ترديدها وتكرارها حتى تصبح فى النهاية كأنها حقيقة لا تطالها أى شكوك.. وأى أحد بالتأكيد سمع هذه العبارة أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة ومكان، وهى أن المصريين انتصروا وتأهلوا لنهائيات كأس العالم بفضل دعوات المصريين.. وتقال هذه العبارة غالبا للرد على مسؤولى اتحاد الكرة والجهاز الفنى للمنتخب حين يقولون إنهم نجحوا فى التأهل لنهائيات المونديال بعد ثمانية وعشرين عاما.. والكثيرون الذين رددوا هذه العبارة لا يتمهلون للتساؤل حول دعوات نفس المصريين لنفس المنتخب فى مباريات المونديال.. ولماذا نجحت الدعوات فى الوصول بالمنتخب إلى روسيا لكنها لم تسعفه فى تحقيق أى انتصار هناك أم أن المصريين اكتفوا فقط بدعاء التأهل للمونديال ثم قرروا التوقف عن الدعاء لمنتخبهم فى روسيا؟!..

وأنا أؤمن بالله وبأن كل ما يحدث هو إرادة الله، لكن لماذا الزج بكل ذلك فى مباراة كرة قدم ليس من الضرورى أن يفوز بها الفريق الأكثر إيمانا أو الفريق الذى كثرت دعوات جماهيره؟.. وأخيرا تبقى عبارة اللاعب الذى كان فى بدايته بالشبشب أو حتى بنطلون البيجاما.. وهذه المعايرة غليظة وقبيحة المعنى والمفردات.. عبارة تتردد كثيرا دون أدنى احترام لموهبة أو عطاء ونجاح دام يوما بعد يوم وسنة بعد أخرى حتى جاء النجاح وجاء معه الكثير من المال.. وعبارات أخرى كثيرة لاتزال تحتاج إلى تمهل وتأمل ومراجعة أيضا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف