السيد العزاوى
الكلم الطيب - العفو والرحمة والتسامح من قيم الإسلام الخالدة
من قيم الاسلام الخالدة العفو والتسامح وقد كانت آيات القرآن علامة مضيئة لهداية البشرية وفتح آفاق متعددة الابعاد الاجتماعية والثقافية وكل ما يسهم في دعم هذه القيم ونشرها بين المجتمعات المتحضرة وحتي لاتستغرقنا العبارات والكلمات فهذه آيات القرآن الكريم تضع تلك القيم امام الناس اجمعين "وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات أعدت للمتقين" من هم يا ربنا "الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" ومزيدا من فضل الله علي البشر كي يلتزموا بتلك القيم يقول الحق تبارك وتعالي "والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا علي مافعلوا وهم يعلمون" وهذا هو الجزاء سعادة في الدنيا لمن يتمسك بتلك القيم الانسانية فباب الاستغفار أمامهم للتوبة التي التزم خلالها بعدم العودة الي هذه الاعمال السيئة بجانب هذه السعادة الدنيوية هناك سعادة تنتظر الملتزمين بتلك القيم التي جاءت بهذه الايات وتتمثل هذه السعادة في قول ربنا "أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين".
اعتقد ان احدا لن يخلد في هذه الحياة الدنيوية وسوف يواري في التراب يوما ما فالمؤمن الملتزم بتلك القيم سيجد السعادة تستقبله حين يدفن في القبر ويغادره الأهل والاحباب. وقد دفعني إلي تناول هذه القيم ما أراه ماثلا في حياتنا ويتمثل في بعض الوقائع التي تثير الاسي والاستياء. وتحرك كل المشاعر الانسانية من هذه الوقائع أي علي جانب كبير من التعليم ويشغل مركزا مرموقا في الصروح العلمية باحدي الجامعات في لحظات غضب غاب فيها العقل بقتل احد ابنائه ويحاول قتل شقيقيه. أم تترك أطفالها الثلاثة فتشتعل فيهم النار لاسباب لاتزال مجهولة فيحترق الثلاثة والابشع ان الام لم تكتف بتجاهل مسئوليتها في رعاية الاطفال وانما القت بجثثهم في الشارع ومن الوقائع الأكثر ايلاما وفظاعة تلك الجريمة زوجة تقتل زوجها من أجل عشيقها لكي يخلو لها الجو لتستمتع باللهو مع حبيب القلب.
حقيقة انها لمأساة نراها ماثله في مجتمعنا مما اشعل الغيرة في قلبي وتوجيه الغافلين من أبناء مجتمعنا لكي يأخذوا حذرهم والابتعاد عن هذه السلوكيات شديدة القسوة ومن يرتكبها نزعت من قلبه الرحمة وتوارت قيم التسامح لديه. ومن المثير للانتباه ان هذه الجرائم التي أشرت اليها قد تزايدت بصورة تدعو الي وقفة من أهل العلم من كل المجالات الدينية والثقافية والاجتماعية وجميع المتخصصين في شتي فروع العلم والاجتماع لاستعراض تلك الوقائع كل علي حده وبحث كافة الجوانب التي أدت لهذه الجرائم.
الامال تحدونا كي نري نتائج تلك الابحاث تتضمن دراسات نفسية واجتماعية واستجلاء كل الحقائق التي تشتمل علي كل الاسباب التي ادت الي تلك الوقائع بكل دقة هل هي الغرائز والشهوات الدنيوية ام المال وحبه وسيطرته علي الكثير من الناس وبكل الشعف ننتظر من علمائنا ضوابط ودراسات علمية لنشر قيم الفضائل ووضع هذه الدراسات امام المسئولين عن المجتمع من أجل تضافر الجهود كي نتلافي الاسباب التي ادت الي ذلك الواقع والحد منها في اطار الامكانيات المتاحة والسعي بكل الجهود لكي نري تطبيقا لتلك الابحاث علي أرض الواقع وبكل جهد علي كل المهتمين وبشئون هذا المجتمع كل في مجاله والاعلام بكل طوائفه سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية المسئولية تقع علي عاتق الجميع من اجل ان ترتبط كل فئات المجتمع بقيم تلك الايات الخالدة التي أشرت اليها. ياسادة قيم الخير والشر قائمة منذ بدء الخليقة وعلينا السعي بكل جهد لنشر قيم الخير والحب ونسأل الله العفو واحياء نور الايمان في قلوبنا حتي لانقع فريسة لاهوائنا حين تعمي القلوب ونتضرع الي الله سائلين رحمة منه توقظنا من سباتنا ان ربي علي كل شئ قدير!!