سلوى عفيفى
من زمن فات « الانتخة» .. مرض العصر !
مع شهور ارتفاع الحرارة ونسبة الرطوبة تزداد الشكوي من الآلام في منطقة الظهر وتكسير العظام بصفة عامة خاصة بين كبار السن...حالة من الخمول والكسل والرغبة في النوم مع هواء المروحة أو التكييف مما يزيد من الشعور بالسوس الذي ينخر في عظام الجسم.
هذه الشكوي ليست مقصورة علي كبار السن فقط بل يرددها شباب زي الفل ! الغريب أنني لم اسمع هذه الشكوي وهذا التكسير الذي يصيب العظام من أمي وأبي وأبناء جيل الاجداد...نعم لقد تغير المناخ واصبح اكثر سخونة ورطوبة مع ثقب الأوزون الشهير...ولكن هناك عوامل أخري مستجدة ساعدت علي هذه الظاهرة المرضية التي لا ينفع معها أطباء وعقاقير... من زمن فات كان فيه »حركة » و» نشاط » واُسلوب حياة مختلف... نطلع وننزل علي السلالم عدة مرات يوميا بدون » الأسانسير ».. نذهب الي السوق القريب من البيت مشيا علي الأقدام يوميا لشراء احتياجات وجبة الغداء اليومية ويتكرر هذا المشوار كل يوم بدون كلل أو ملل... و» المنفضة » اليدوية لتنظيف السجاد...! نستمع لبرامج الإذاعة اثناء تأدية العمل في البيت...حركة مستمرة طول النهار ولا وقت للشكوي من ارتفاع درجة الحرارة في موسم الصيف... والخروج في المساء لزيارة الأهل اوالأصدقاء... نضحك من القلب ونستمتع ولو بفسحة علي كورنيش النيل مع كيس »ترمس »...أشياء بسيطة جدا جعلت الحياة سعيدة ومتحركة ونشيطة...
هذه الأيام حالة الكسل زادت مع انتشار »الريموت كنترول » ومتابعة برامج التوك شو والأفلام والمسلسلات لساعات طويلة قد تمتد حتي الفجر وانت »مأنتخ» علي كنبة مريحة... وتراجعت الحركة والتواصل الاجتماعي المباشر..! وحل علينا التواصل علي الشبكة العنكبوتية التي تبث السموم والشائعات والسخافات وتسرق الوقت والعمر والصحة مما يزيد من الشعور بالم العظام والتكسير خاصة مع الهواء الصناعي (أجهزة التكييف) الذي يصيب الناس بنوع من البرود الانجليزي تجاه كل شيء ! الحركة والنشاط اليومين دول أصبحت عملة نادرة مع جمود وتصلب الجسم والمشاعر وأصبح صديقك الوحيد قطعة من الحديد والبلاستيك تبث السموم والإشاعات للعقل قبل الجسد... ولكن دايما وأبدا تحيا مصر.