محمد جبريل
محمد رسول الله والذين معه "10"
يؤكد الكاتب أن الإسلام ــ منذ بدء الخليقة ــ هو دين الله. دعا إليه الرسل والأنبياء. ولم يعرف الترقي. وهو ما يؤكده قوله تعالي: "إن الدين عند الله الإسلام".. "ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه"..
ومن المزاعم التي يتصدي لها الكاتب. ما قيل من أن الإسلام جاء بتعدد الزوجات.. لقد حد الإسلام من حرية الرجال في اتخاذ ما يشتهون من النساء. وكان للرجل ــ قبلاً ــ أن يتخذ ما يشاء من الزوجات. وكان بلاط الملوك يزخر بمئات الزوجات والمحظيات. وفي التوراة. نجد أن جميع الأنبياء قد تزوجوا بأكثر من واحدة. وأخذ سليمان له ألف زوجةّ!..
وكان للعرب ــ قبل الإسلام ــ حرية مطلقة في أن يتزوجوا أي عدد من النساء. وكانوا يرهنون زوجاتهم أحياناً. مقابل كأس خمر أو دين قمار.
ثم بدل الإسلام من الصورة تماماً. حتي لقد أعلن عمر بن الخطاب: "والله إنا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً. حتي أنزل الله فيهن ما أنزل. وقسم لهن ما قسم".
حد الإسلام من حرية تعدد الزوجات. حدد عدد الزوجات بأربع. وشرط العدل بينهن "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
وقيل إن الإسلام أقر نظام الرق. وهو زعم باطل وبهتان. فقد شرع الإسلام نظام العتق ليصبح كل الناس أحراراً. ولتستقر في النفوس عقيدة المساواة أمام الله. وأمام شريعة الله.
حرم الإسلام أن يسترق المسلم. وألغي التفرقة بين الأجناس والأقوام. وأكد أنه لا فضل لمسلم علي مسلم إلا بالتقوي. ولم يقر القرصنة ولا الخطف أو السبي. ولا أعترف بأن هناك طبقة منبوذة بالمولد. عليها أن تحيا حياتها راسخة في العبودية. بل ولم يقر حق الإنسان في أن يتنازل عن حريته.
وكما يقول السحار. فإن كل ما أقره الإسلام من أنواع الرق نوعان: رق الوراثة ورق الحرب. وقد قيدهما بقيود لو اتبعها المسلمون بإخلاص. لقضي علي الرق في الإسلام قضاءً مبرماً.
أما الادعاء بأن الإسلام نشر تعاليمه بالسيف. فإن الرسول لم يشهر سيفاً في سبيل نشر الإسلام بقوة السلاح. لكنه خاض حروباً في سبيل الدفاع عن النفس. وحماية الدولة الإسلامية الناشئة. وهي حروب تقرها كل الشرائع السماوية. والموضوعية.
أنزل الله علي رسوله القول: "لا إكراه في الدين". وكما يقول العقاد. فإن عدد المسلمين اليوم من أبناء الهند والصين وأندونيسيا والقارة الإفريقية. يبلغ تسعة أعشار المسلمين في العالم كله. ولم يتحدث التاريخ عن غزوات دينية في تلك الأقطار بحيث يحول هذه الملايين من دين إلي دين!..
تبقي مسألة الطلاق. وما زعمه المستشرقون من أن الإسلام أباح الطلاق. وجعله حقاً للرجل وحده..