تشغلني تصرفات بعض الأذكياء أو بالأصح من أتصور أنهم أذكياء، أُلحظ لهم تصرفات غبية أحيانا وساذجة أحيانا أخري. وقد تساءلت كثيرا: كيف يمكن أن يجمع الانسان بين الذكاء والغباء في آن واحد ؟ وقد وصلتني قبل أيام إجابة سؤالي علي البريد الالكتروني من خلال كلمات رائعة وضعت خطاً فاصلاً بين صفة الحكمة و صفة الذكاء:
> الذكاء يؤدي الي الجدال والمناقشة أما الحكمة فتصل بصاحبها إلي الاستقرار والهدوء وراحة البال.. فالشخص الذكي قد يمتلك الارادة التي تدفعه إلي الامام، أما الحكيم فيستطيع التحكم في هذه الارادة و تطويعها لمصلحته.
> الذكاء المشتعل كالنار، يحرق صاحبه وهو يدفعه للبحث عن المعلومة، ولكن الحكمة كالدفء، تريح من يمتلكها ولا ترهقه وقد تكون مصدر الهام له.
> الذكاء يقود البشر ويدفعهم الي التمسك بالرأي والاصرار، وهو عكس ما تفعله الحكمة التي تجعلهم يتركون الامورتمر، إلي أن تعود إلي طبيعتها دون تدخل.
> الانسان الذكي يتصور أنه يعرف أكثر من كل المحيطين به ولا يمٍل من تقديم الوعظ والنصح لهم دون أن يطلبوا منه، أما الانسان الحكيم العاقل، فلا يبادر بالنصيحة وينتظر من الآخر أن يطلبها، و النتيجة غالبا ماتكون إيجابية.
لا خلاف علي أن الذكاء نعمة لا يتمتع بها كل البشر، ولكن لو صاحبها العقل والحكمة تصبح أجمل وأجمل ..
عزيزي القارئ.. أيهما تفضل الذكاء أم الحكمة؟