أشارت الصحف والمواقع الإلكترونية أول أمس إلي بيان مرصد دار الإفتاء الذي أصدر تقريراً يوثق فيه أبرز الشائعات التي استهدفت مصر في الآونة الأخيرة، حيث وصف الشائعة بأنها أداة هدم وتخريب للأوطان.. وهو قول حق.
وإذا كان المرصد قد وثِّق محاولات العديد من الجهات والمنظمات الخفية نشرَ الكثير من الشائعات والأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لها عبر أذرعها الإعلامية المختلفة؛ بهدف إثارة البَلبلة داخل المجتمع المصري، وهزّ ثقة المصريين في الأداء الحكومي؛ لبث روح الفوضي والاضطراب، لتنال بالسلب من مؤسسات الدولة ومختلف قطاعاتها الرسمية وغير الرسمية‪.‬. فإنني أتفق مع المرصد في دعوته كافة فئات المجتمع المصري إلي ضرورة الحيطة والحذر في التعامل مع المعلومات والأخبار التي تنشر علي وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن التثبت من الأخبار يعد واجباً وطنياً ودينياً، فالمسلم مطالب بالتحقق من الأخبار والمعلومات التي تصله قبل أن ينشرها، وعدم الخوض فيما لا يعلم، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل عليه اعتبارها أمراً عظيماً، وإحدي أدوات الحروب الجديدة وسبل هدم وتدمير الدول والمجتمعات.
وإذا كانت الشائعات خطراً داهماً يؤرق الدول التي تسعي للنهوض والتنمية وتصحيح المسارات، خاصة وأن مصر الآن بصدد بناء مصر الجديدة، وهو ما لا يلقي قبولاً لدي بعض الدول التي لا تريد خيراً لمصر ولا لشعبها ولا قيادتها، فإنه من المسئولية الوطنية علي الحكومة إعمال آلياتها في مواجهة حاسمة لدحض خطر الشائعات الفتاك، وهو لن يتأتي إلا بإعلاء الشفافية والمصداقية واتخاذها منهجاً لعملها، مما يتطلب من رئيس الوزراء وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية أن يصدر قراراً بتوجيه عام لكافة مؤسسات الدولة وهيئاتها بتحمل مسئولياتها، والحرص علي الوضوح دون مواربة أو ضبابية عند إصدار أي من القرارات، وذلك حتي لا تترك مجالاً لشائعات المغرضين، ولا تجعل لهم مجالاً للتشكيك أو التضليل، حينئذ تؤكد الدولة مصداقيتها وهيبتها لدي المواطنين، ويمكنها دحض أثر الشائعات دون عناء أو انشغال بالرد عليها واحدة تلو الأخري.
إننا الآن بصدد تحديات مهمة لمستقبل مصر، حيث مرحلة » بناء الإنسان»‬ بما يحقق صياغة إيجابية لملامح الخريطة المجتمعية لصالح الوطن والمواطنين، التي يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي علي تأكيد أهميتها وضرورة شحذ همة المواطنين وتوجيه جهود الدولة من أجل تحقيقها.. والله غالب علي أمره، وتحيا مصر.