الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان قمح مصر والسودان
غنت الفنانة شادية باللهجة والالحان السودانية »ياحبيبي عد لي تاني»‬ وتغنت للقمح وللسنابل وللأجيال القادمة في البلدين عندما أقامت حفلاً بالخرطوم عام ١٩٦٠ وشدت فيها بأغنيتين تبشر بالخير للشعبين.. ولكن المدهش أن مصر »‬أكبر مستورد للقمح علي مستوي العالم».. تتجه شرقاً وغرباً لاستيراد ٨ ملايين طن كل عام تمثل ٥٠٪ من حجم استهلاكنا، وفي السودان الشقيق يستهلكون نحو ٢ مليون و١٠٠ ألف طن سنوياً.. يحدث هذا بينما يملك الشعبان كل العوامل المحققة لرخاء الجميع.. الأرض والتكنولوجيا والعمال والصوامع والمطاحن والخبرات، وحتي رأس المال أيضا، وهو ما يمكننا لو أردنا من انتاج قمح يكفي الوطن العربي كله ويفيض للتصدير.
فالسودان الشقيق يمتلك نحو ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة، وقال لي د. شريف الخريبي أحد أهم الخبراء في الاقتصاد الأفريقي خاصة بالقطاع الزراعي، ان هناك إرادة صادقة بين الجانبين لدفع التعاون في هذا الملف الحيوي خاصة بعد اللقاء الأخير بين الرئيسين السيسي والبشير في الخرطوم وهو رقم ٢٢ فيما بينهما خلال ٤ سنوات.
وأضاف أن هناك مشروعا إستثماريا كبيرا علي مساحة ٢٥ ألف فدان تم استلام أرضه بالسودان مايو الماضي لانتاج المحاصيل الزراعية، كما نقيم ٥٠ مجزرا آليا لاستثمار الثروة الحيوانية الكبيرة في السودان.
ولعل مبادرة »‬قمح ولادنا» التي قامت بها إحدي كبري الشركات الدولية في الصناعات الغذائية تمثل زاوية أخري مشرقة لامكانية زيادة انتاجنا من الحبوب، بان تطوعت الشركة بتدريب ١١ ألف مزارع من خمس محافظات علي الأساليب الحديثة لزراعة القمح والذرة، ونجحت المبادرة في رفع انتاجية الفدان لتصبح أعلي من المعدل العالمي.
بهاتين الطريقتين »‬التوسع رأسيا وأفقيا».. يستطيع شعب وادي النيل أن يكون بالفعل سلة غذاء المنطقة ولنبدأ بالقمح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف