الجمهورية
لويس جرجس
شعارات ثورة يوليو
حدثت الاسبوع الماضي عن شعارات ثورات المصريين في العصر الحديث. وتحديدًا ثورتي 1882 بقيادة أحمد عرابي. و1919 بقيادة سعد زغلول. وأواصل اليوم بالحديث عن شعارات ثورة يوليو 1952 خصوصًا في مرحلة التجارب الأولي والبحث عن طريق للثورة. وقبل أن تحدد الثورة أهدافها الستة في 1956. وأيضًا قبل تبلور شعار الناصرية في بداية ستينيات القرن العشرين: "حرية. اشتراكية. وحدة¢.
رفعت الثورة في البداية شعار "الاتحاد والنظام والعمل". الذي أطلقه الرئيس الأسبق محمد نجيب. وأصبح شعارًا لـ "هيئة التحرير". التي تشكلت في 23 يناير 1953. كأول تنظيم جماهيري للثورة بعد حل الأحزاب قبلها باسبوع "16 يناير". تحددت أهداف هيئة التحرير في: التخلص من الاستعمار في وادي النيل "مصر والسودان". وتحقيق مصالح الشعب في الحياة الحرة الكريمة. وإقامة مجتمع جديد علي أسس من الايمان بالله والاخلاص للوطن وتعزيز الثقة بالنفس وتوعية الناس.
بعده رفع جمال عبد الناصر في خطبه الجماهيرية شعار "ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعباد". مشيرًا إلي تحرر الفلاح من سلطة الاقطاع الذي استعبده قرونًا طويلة. ثم كان شعار "الاشتراكية. الديمقراطية. التعاونية". وهنا أنقل عن الفارس النبيل خالد محيي الدين في كتابه "الآن أتكلم". تقييمه الموضوعي لميلاد هذا الشعار رغم خلافه مع عبد الناصر حول مسألة الديمقراطية. يقول خالد إن عبد الناصر كان يبحث عن حشد قوي اجتماعية يحتمي بها في مواجهة القوي التي يري انها تريد العودة إلي ما قبل يوليو وانهاء الثورة. ويضيف: "الاقتراب من الجماهير يتطلب عملًا متجهًا لتحقيق مصالحها.. وهكذا كان الاصلاح الزراعي. ثم كانت النهضة الاجتماعية التي كرست من أجلها الأموال المصادرة من أسرة محمد علي. حيث تم بناء مدرسة ووحدة اجتماعية ووحدة صحية في كل قرية. كانت مصر في ذلك الحين تبني مدرسة في كل يوم. وتبني وحدات صحية علي امتداد ريف مصر كله. ورفع في ذلك الحين شعار الاشتراكية. الديمقراطية. التعاونية... باختصار كان الفلاح يشعر أنه تحرر فعلًا من ظلم الإقطاعي والعمدة. ولم يكن مستعدًا للاعتقاد بان حريته قد انتقصت بوجود الثورة. ولعل هذا هو جوهر الفكرة التي ظل عبد الناصر يتمسك بها طويلًا. وهي فكرة الديمقراطية الاجتماعية ..ومهما كان تقييمي لموقف عبد الناصر من الديمقراطية إلا أنني لا أنكر. ولعل أحدًا لا يستطيع أن ينكر أن الشعب بغالبيته العظمي ساند عبد الناصر ومنجزاته ولم يتوقف كثيرًا ـ لفترة معينة علي الأقل ـ عند مسألة الديمقراطية".
وهكذا سارت الثورة في مسارها. تصيب وتخطيء مثل جميع الثورات. ولكنها بالتأكيد غيرت شكل الحياة في مصر والمنطقة العربية. وإن كانت بعض شعاراتها واحلامها مازالت مؤجلة. مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وحلم انهاء الأمية.
لقطة:
مَنح الرئيس السيسي أرفع الاوسمة المصرية "قلادة النيل" لاسم يوسف صديق ـ الرجل الشجاع الذي أنقذ ثورة يوليو في لحظاتها الحرجة ـ لمسة وفاء تستحق التقدير. أعادت الحق لرجل تم تجاهله رسميًا عشرات السنين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف