الجمهورية
د. محمود وهيب السيد
عنصرية إسرائيل
بعد أن ظن العالم أنه قد انتهي عصر العنصرية بنهاية نظام جنوب أفريقيا . إقرار الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية قانون القومية. الذي قدمته حكومة نيتانياهو. وبذلك تكون إسرائيل قد دمغت نفسها دولة عنصرية دينية حصرية لليهود . دولة يقوم فيها الشعب اليهودي بممارسة حقه الثقافي والديني بعد أن نزع القانون عن فلسطين التاريخية اسمها الحقيقي لتصبح أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي في عملية تزييف فاجر للأرض والتاريخ! . ويتشكل قانون القومية من 11 بنداً تنص علي أن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية في إسرائيل بعد أن تم نزع هذه الصفقة عن اللغة العربية. كما تنص علي أن تنمية الاستيطان اليهودي وتطويره من القيم القومية التي ينبغي تشجيعها ودعم إقامتها وتثبيتها. وعلي أن تكون دولة إسرائيل مفتوحة أمام لم شتات اليهود . مغلقة في وجه حق العودة للفلسطينيين. وأن القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل والتقويم الرسمي للبلاد هو التقويم العبري. وأن أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست باعتباره قانوناً أساسياً يشكل جزءاً من دستور إسرائيل . وإقصاء وتهميش اللغة العربية وخفض مكانتها من لغة رسمية إلي لغة ذات وضع خاص. إضافة إلي البند الآخر الذي يشجع الاستيطان اليهودي.
بهذا القانون يغلق أي تفاوض أمام إمكانية قيام دولة فلسطينية إلي جوار دولة إسرائيل. بما يُشكل عقبة أمام أي حكومة مستقبلية تريد الشروع في مفاوضات سلام والتوصل إلي اتفاق لإقامة كيان فلسطيني مستقل يعيش إلي جوار إسرائيل. وقد سبق إقرار القانون نقاش حاد شارك فيه نواب القائمة العربية المشتركة في الكنيست مزقوا مسودة القانون في وجه نيتانياهو . وما يجدر ذكره أن مشروع القانون بقي علي جدول أعمال الكنيست لأكثر من سبع سنوات إلي أن جاء ترامب. وأعطي إشارة خضراء بإمكان تمريره. بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل واتجاه الكونجرس للاعتراف بسيادة إسرائيل علي هضبة الجولان وذلك عكس كل الرؤساء الأمريكيين السابقين الذين رفضوا القانون لعنصريته المكشوفة. قانون يحول عرب إسرائيل إلي مواطنين من الدرجة الثانية. فضلاً عن أن يعتبر استمراراً مباشراً لسياسة عنصرية وتمييزية ضد الأقليات في إسرائيل.
وقال الطيبي العضو العربي أمام الكنيست أن هناك 60 قانوناً عنصرياً ضد الفلسطينيين تهدف إلي مصادرة الأراضي وتمييز اليهود عن العرب في موازنات البلديات وفي كل مناحي الحياة. واليوم يتم تحويل هذا التمييز العنصري إلي قانون أساسي بتحريض من نيتانياهو الذي يصر علي تقليل مكانة اللغة العربية في إسرائيل.
لا شك أنه قانون من نتاج الربيع العربي المزعوم وتفتت الدول العربية الرئيسية . الا ان ذلك لا ينفي عنهم ضعفهم وانقسامهم علي انفسهم . وعدم اتفاقهم علي خط واضح يقاومون به تلك الدولة المحتلة للأرض التاريخية لشعب فلسطين .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف