في فلسطين الجريحة.. شهداء كل حين. جنازات لم تنقطع منذ عشرات السنين.. الكيل فاض وظلم الأوغاد ساد والطغيان أطبق علي رقاب العباد. علي امتداد كامل أرض فلسطين. الكيل فاض وعهد نيرون إلي أرض السلام عاد. عاد وساد منذ سبعين عاما أو يزيد وشمشون عصرنا مازال متشبثا بأعمدة كل المعابد بغية هدمها علي من فيها و"كاليجولا" أيامنا يعرب كل يوم عن أسفه لأن ليس لجميع الفلسطينيين رقبة واحدة ليطيحها بسيف واحد ويريح ويستريح ولا غبار.. ففي زمن الغرور نتوقع كل ما يشي بالجنون.
الكيل فاض ونيرون عصرنا يتراقص طربا وهو يري بعينيه النيران التي يشعلها كل يوم ويزداد لهيبها وتأكل الأخضر واليابس ويتمايل منتشيا لمنظر الدماء وهي تتفجر من الرقاب ويهيم عشقا لرؤية الاشلاء المتطايرة وبقايا الأجساد المتناثرة وها نحن نعيش عصر الغاب حيث العولمة والهيمنة والقطب الأوحد الذي لا يهاب.
الكيل فاض وطغيان الكيان الإسرائيلي فاق كل الحدود وحطم كل السدود وتملص من كل القيود وجبروته تجاوز كل التصورات والخيالات والديناصور الأمريكي يتلمط خلفه يؤازره ويعضده ويمنحه عطفه.. ضمير القطب الأوحد يمسك بكل الموازين له أن يرفع بكفه هذا إلي سابع سما وله أن يهبط بكفة ذاك إلي سابع أرض.. الكيل فاض.. وضمير العالم لم يستيقظ بعد.. أو هو نهض من عميق سباته لكنه يخشي أن يستنكر أو يستغيث أو يذرف الدموع علي أضعف الإيمان أو يصرخ فيسبب الازعاج لدينا صور عصرنا وزماننا.. نحن نخاطب ضمير العالم لدي الأحرار في كل بقعة من بقاع المسكونة ولدي دعاة الحرية والديمقراطية ولدي أنصار حقوق الإنسان في كل مكان.. والحديث يتواصل.