بهاء أبو شقة
كلمة عدل - صناعة الجلود والأحذية
فى إطار الحديث عن منظومة الفساد الذى استشرى منذ عقود طويلة، وتراكم بشكل واضح وظاهر حتى استفحل وبات ظاهرة بشعة، لا يمكن أبدًا تجاهل أن هذا الفساد تسبب فى قتل صناعات وطنية كثيرة كانت تدر دخلاً قوميًا كبيرًا وتوفر فرص عمل كثيرة لأصحابها.. ففى إطار فوضى الفساد الذى خلفها، وجدنا صناعات كثيرة كادت تندثر أو تنقرض فى حين أن بلداناً كثيرة اقتبست من المصريين هذه الصناعات وجعلت منها موردًا مهما ورقما فى ميزانية حكوماتهم.
من هذه الصناعات الوطنية التى كانت مصر تشتهر بها صناعة الجلود والمدابغ، والأحذية التى كانت مصر تقوم بتصدير كميات كبيرة منها إلى الخارج اضافة إلى غمر السوق المحلى بما يحتاجه من هذه الأحذية. وهذه الصناعات كانت توفر فرص عمل كثيرة، وتحقق لأصحابها دخولاً عالية ومرتفعة.
وتساعد فى موارد الدولة.. الآن هناك بلدان خاصة تركيا اقتبست من مصر هذه الصناعة «الجلود والأحذية».. ولم تقم مصر بتنمية هذه الصناعة حتى سبقتنا تركيا وغيرها من الدول فى العالم. وبات الناس يتنافسون على الشراء على اعتبار أن هذه الأحذية أو الجلود ماركات عالمية، رغم أن مصر كانت متفوقة على الجميع فى هذه الصناعة.
أليس انقراض هذه الصناعة يعد فساداً جسيمًا وكارثة حلت على رؤوس الناس؟.. أليس هذا الفساد الذى استشرى وراء تخلف صناعة الجلود والأحذية وإهدار فرص عمل كثيرة أمام الشباب اللاهث على فرصة عمل. لقد كانت مصر تقوم بتصدير المنتجات من الجلود والأحذية إلى بلدان كثيرة وتحقق دخلاً لا بأس به. وبسبب هذا الفساد الذى استشرى بشكل لافت للأنظار، تم اهمال هذه الصناعة، وتقدمت بلدان أخرى فى هذه الصناعة.
كانت فى مصر شوارع وحوار كثيرة تقوم بإنتاج الأحذية والملابس الجلدية، خاصة مدينة دمياط التى اشتهرت إلى جوار صناعة الموبيليا، والتى سنتحدث عنها أيضا بإنتاجها الغزير من الأحذية، والأسباب كثيرة أبرزها الفساد، انهارت هذه الصناعة وتم تشريد الكثيرين ممن يجيدون هذه الحرفة، وامتلأت الأسواق بالمنتجات القادمة من الخارج والتى تهدر العملة الصعبة التى نحن فى أشد الاحتياج إليها فى ظل هذه الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد.. نحن الآن وبعد الثورتين العظيمتين فى 25 يناير و30 يونية، وفى ظل هذه الظروف الراهنة لابد من احياء صناعة الأحذية والجلود، وتدمير كل منظومة الفساد التى تتسبب فى انهيار هذه الصناعة الوطنية المهمة، فالبلاد فى حاجة شديدة إلى هذه الصناعة، لوقف نزيف العملة الصعبة، أليس عيبًا أن نقوم باستيراد «الحزام» ونهدر عليه الدولار، ولدينا صناع مهرة كل مطالبهم القضاء على الفساد الذى تسبب فى ظروفهم المعيشية الحالية التى يجأرون فيها من مر الشكوى.
..و«للحديث بقية»
رئيس حزب الوفد