الأخبار
جلال دويدار
خواطر - لا نجـاة لســوريا من محنتهـا إلا بانهاء التدخل الأجنبي «١»
كل الدلائل والبراهين تشير إلي أن مأساة سوريا.. ان وجودها كان هدفا للتدخلات الخارجية. شملت هذه التدخلات تركيا وأمريكا وروسيا ووراءها ما يسمي بالحلف الدولي إضافة إلي الميليشيات التابعة والتنظيمات الإرهابية الممولة أجنبيا وللأسف بعضها عربيا أيضا. حالة اليأس والإحباط التي تملكت نظام الحكم دفعه الي الاستعانة بروسيا وإيران التي جاء في ديلها تابعها حزب الله.
ليس من سبيل لعملية إنقاذ هذا البلد العربي الذي كان نموذجا في التمسك بقوميته العربية سوي بإنهاء هذه التدخلات. ان ذلك يتيح الفرصة لأبناء الشعب السوري ضحية هذه المؤامرة لإعادة بناء دولتهم والمضي قدما علي طريق تقدمها ونهوضها. إن لديه القدرة والارادة علي معالجة المحنة وتضميد الجراح.
من المؤكد أن خروج القوي الاجنبية من الاراضي السورية تُمثل البداية لإنهاء مشاكل هذه الدولة العربية واضطلاع ابنائها بمهمة وقوفها علي أقدامها من جديد وحمايتها. يجب ألا يكون هناك استثناء في إنهاء وجود هذه القوي حتي لا يكون بقاء إحداها مبررا لتمسك غيرها بالبقاء.
ليس خافيا أن تصاعد الازمة السورية إنما يعود بشكل أساسي إلي تحولها إلي حروب بالنيابة تخدم في مجملها مخطط تقسيم وتفتيت العالم العربي. انها تستهدف إثارة الصراعات وتقليب البعض علي بعض. يأتي ذلك استجابة لمتطلبات خدمة مصالح إسرائيل إلي جانب تلبية نزعة الحقد والطمع فيما تتمتع به دوله الخليجية من ثروات يستكثرونها عليها.
من المؤكد أن التوصل إلي صيغة تنهي هذا التدخل الخارجي في سوريا لابد أن يشمل بشكل أساسي التواجد الايراني الذي يعد عاملا أساسيا في تفاقم أزمة سوريا. إن العداء المرحلي المتبادل مع ايران.. يدفع اسرائيل إلي تعاظم تربصها بالدولة السورية. إنها تبرر هجماتها الاجرامية العدائية حاليا علي المنشآت السورية.. برفضها للوجود الايراني يشجعها علي ذلك ما تعاني منه الدولة السورية من ضعف نتيجة الصراعات المسلحة.
في هذا الاطار فقد كان طبيعيا أن تكون قضية خروج القوات الايرانية من سوريا وبالتالي ضمان عدم اقترابها من الحدود المشتركة مع اسرائيل.. علي رأس ما بحثه رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس الروسي بوتين.. إن اسرائيل لا تمانع من استبدال هذه القوات الايرانية بقوات روسية . التحرك لتنفيذ توافق روسيا واسرائيل علي هذه الخطوة مرهون بموافقة النظام السوري. الذي ولا جدال يخضع لللنفوذ الروسي. إن هناك فرصة مضمونة في هذه الحالة للحصول علي مباركة أمريكا بحكم ارتباط قرارها بما توافق عليه اسرائيل وترضاه.
»وللحديث بقية»‬

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف