الأخبار
خالد رزق
حاسبوا عبدالناصر...
مشوار

لأني شايف إنه أحسن واحد حكم مصر من عيالها بعد فترات انحطاط تاريخي طالت أزمنتها وحكمنا فيها الغرباء.. أحسن علي الأقل في إخلاصه وصدق نواياه بأحزن قوي علي عبد الناصر..
رجل مهما كان في زمنه من مثالب يعتقد بها من يكرهونه ومعارضيه، ـ يبقي ـ ما قدمه لهذا البلد ولما يعرف بالأمة العربية وللأحرار حول الدنيا فارقاً في التاريخ كله.. رجل لا ينازعه أحد في أنه المواطن العربي الأول الذي عبر عن ضمير الأمة فاستأثر بقلوب وعقول شعوبها واستحق أن يبقي بوجدانها رمزاً للحرية والكرامة.
حاسبوا ناصر بزمنه حاسبوه وفي عقولكم ما الذي كان يمثله هذا الرمز وكيف أحدث تغييراً بالعالم كله... والتقييم هنا بالمناسبة وحتي لا تخدعك ذاتك تقييم يشارك فيه كل أحرار العالم وبعضه مسجل في تواريخ أمم غريبة احتلت بلداننا.. وأخري كان ملهما للتحرير وداعمها علي سبيله.، »بعدها»‬ حاسبوه بما أعلنه عن إيديولوجيته وتوجهات حكمه.. ونفذه منذ اليوم الأول واستمر عليه حتي غادرنا إلي معرض الحق.
حاسبوا في ناصر انحيازه للملايين الغالبة من أبناء هذا الشعب حاسبوا فيه انحيازه للعدالة الاجتماعية.. حاسبوه علي النهضة الصناعية والزراعية.. والتحول الاجتماعي.
ثم حاسبوا في الرجل والثوار شركائه تحديدهم لمفهوم الأمن القومي وامتداداته إفريقياً وأسيوياً خارج حدود الوطن.. حاسبوهم في بناء جيش وطني حرم العلم والسلاح لأكثر من 60 عاماً سبقت خروجهم العظيم في يوليو.
حاسبوهم عن ملايين تعلموا وعملوا بمصانع وشركات بنوها.. حاسبوهم علي عدوان غادر شارك فيه المستعمر الوضيع صنيعته القذرة علي حدودنا الشرقية.. استهدف وأد أحلام وطموحات شعب عمل علي تحقيقها أحرار جيشه، شعب طالما احتقره المستعمر وأراد به استعباداً أبدياً.
حاسبوا عبد الناصر وبأذهانكم أن أكثرية أعضاء مجلس قيادة الثورة شاركوه القرار والحكم وأن طبيعة الحركة الثورية التي قادها عدد محدود من ضباط الجيش فرضت بينهم واقع تعامل الند للند وإن الرجل لم يملك القرار الأعلي في كل مؤسسات الدولة إلا في أعقاب 67 ورحيل عبد الحكيم عامر.
وحاسبوا ضباط يوليو جميعهم وهم فقط عشرات ووحدهم امتلكوا من الجسارة ما يقودون به ثورة علي نظام حكم غريب بقي خاضعاً للمستعمر.
يطول الحساب عند عبد الناصر وتتوقف كثيراً.. فأنت لا تحاسب رئيسا وإنما تحاسب مبادئ وإيديولوجيا.. وفكرا وتحاسب وجدان أمة صنعت الحضارة ومر بها ما مر من انكسارات طالت... أمة استوعبت كل مراحل تاريخها ومنها خرج هذا الرجل ليوقظ فيها روح مجد تستحق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف