«بحب اتنين سوا، يا هنايا فى حبهم، المايه، والهوا، طول عمرى جنبهم».. بينما كنت أغنى على شاطئ الغرام فى مطروح، مصيفى المفضل كل عام أنا وأسرتى، وبينما كنت أستمتع بالأجازة التى اقتنصتها لمدة يومين من الأستاذ وجدى زين الدين رئيس التحرير، بعد أسابيع من العمل المتواصل، جاءتنى رسالة بمثابة صرخة من موظف بسيط يعمل شيفاً بنادى اليخت بالإسكندرية، جعلتنى أغير فكرة مقالى الذى كنت سأكتبه هذا الأسبوع عن مطروح التى شاهدتها عروسًا كما لم أشاهدها من قبل، من حيث المشاهد الرائعة ولمسات اللواء علاء أبوزيد محافظ مطروح والنظافة، وشاشة شارع الإسكندرية، والمرور المنظم والأمن الذى يعطى إحساسا بأعلى معدلات الأمان على يد اللواء هشام نصر مساعد الوزير لأمن مطروح ورجال الشرطة البواسل.

المهم، كما أخذت اجازة لمدة يومين، الشيف عاطف الذى يحبه القاصى والدانى فى الإسكندرية، أخذ هو الآخر إجازة، إجازتى كانت للمصيف مع أولادى، وإجازة الشيف عاطف كانت إجبارية للجلوس مع أولاده أيضاً، ولكن بالبيت لمدة شهر وبالقانون، لا تتعجبوا، بالفعل أول مرة أرى إجازة بقرار إدارى من جهة عمل على خطاب لموظف، لإجباره على ترك العمل، لأنه دأب على الشكوى من سوء الإدارة، ووجود مخالفات ابلغوا عنها الجهات الرقابية أكثر من مرة، وكانت النتيجة إحضار شيف خارجى بمبالغ باهظة، ليس أمهر من الموجودين؛ ولكن من أجل إخضاع رأس هؤلاء الذين تجرأوا وتحدثوا عن المخالفات وأرسلوا للجهات الرقابية ورئيس مجلس الإدارة الجديد، والنتيجة إجازة بالعافية!

الشيف عاطف فى رسالته لى أكد أنه يعمل بالنادى منذ صغره، أى أكثر من ٢٠ عاما، حيث كان والده يعمل بالنادى من أيام الملك، ومحبوبًا سواء على المستوى الشخصى أو المهنى من جميع أعضاء النادى، ولكن الظلم كان فاضحًا من الإدارة السابقة، والمخالفات كانت تتوالى، دون حسيب أو رقيب، وازدادت بإحضار شيف بأضعاف أضعاف مرتباتهم، لإخراسهم، ومع رئيس مجلس الإدارة الجديد دون ذكر أسماء استبشروا خيرًا، للتحقيق فى المخالفات، ولكن ذهبت صرخاتهم أدراج الرياح، فكانت إجازتى إجازة للراحة، وإجازة الشيف عاطف العجيبة بكاءً وقهرًا!

يا سادة.. «ارحموا من فى الأرض»، فلست هنا من هواة نشر الفضائح ولكنى أتركها للتحقيقات، كى تثبت حقيقتها، أم زيفها، ولكنى هنا أمام شيف قضى حياته بين جدران نادٍ حكومى، وعندما أراد أن يتحدث عن حقه وحقوق زملائه، ومخالفات رأى أنها تمثل إهدارًا للمال العام، قالوا له خذ إجازة، وعندما رفض، أعطوه الإجازة قهرًا بالقانون، اننى أضع مأساة الشيف عاطف أمام اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، والدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، التابع له نادى اليخت، لإرسال لجنة للاستماع للشيف عاطف وزملائه، وربنا يعوض على إجازتى التى ضاعت بسبب رسالة الشيف عاطف، وإنصاف هذا المسكين اللى أخذ إجازة بالعافية!