الأخبار
عبلة الروينى
محمد شرف!
هو ليس من نجوم الصف الأول، ولا من النجوم عموما، ليس نجم (أفيش) ولا ممن يسيرون علي (الردكاربت).. ويمكن أن نتذكر الأفلام والمسلسلات الدرامية، ونتذكر أبطالها جميعا ولا نذكره بالاسم!!.. هو سامبو الذي قام صلاح السعدني بضربه وسط الحارة طوال مسلسل (أرابيسك)!.. وهو عماد العمدة في فيلم (الرهينة) الذي وعد أحمد عز بالجنة في أوكرانيا، بينما هو يعيش فيها عاطلا صعلوكا لا يملك شيئا!.. وهو نسيم في فيلم (آسف علي الإزعاج) مع أحمد حلمي، وحواره الشهير حول قطارات العمر التي تفاجئنا دائما بالرحيل.. عمل محمد شرف العديد من الأفلام مع أحمد حلمي تحديدا (زكي شان)، (إكس لارج)، (جعلتني مجرما)، (ظرف طارئ).. أدوار كثيرة ربما نتذكرها ونتوقف أمامها، ولا نتذكر أن بطلها اسمه محمد شرف.. هي أدوار صغيرة وهامشية، لكنها ليست بعيدة عن ذاكرة الجمهور وقلوب المشاهدين، خاصة (الإفيهات) الشهيرة التي تحولت إلي (كوميكس) علي صفحات التواصل الاجتماعي.. لا يهم الاسم كثيرا، المهم أن لمحمد شرف حضوره الإنساني الخاص منحه الكثير في الذاكره، وبالفعل حزن الجميع علي رحيله السريع أول أمس (55 عاما) بعد أن عجز قلبه عن تحمل الكثير من الوجع والألم والمعاناه.. الحضور الإنساني ومشاعر الطيبة التي غلفت روحه، منحت محمد شرف خصوصية في أدائه الكوميدي البسيط والعفوي والساخر.. شبهه البعض بعبد الفتاح القصري، بسبب تلك السخرية في أدائه، أو ربما بسبب غياب الوسامة، ولعله أقرب إلي رياض القصبجي وعبد المنعم إبراهيم.. تلك الكوميديا الممتزجة بالوجع الإنساني والروح الطيبة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف