الوطن
جمال طه
العيب فى القماشة يا معالى وزير التعليم
اليوم كنت والدكتورة صفاء شحاتة وكيل كلية التربية، مسئولين عن لجنة التحكيم والاختيار للمديرين والوكلاء والمدرسين ومساعديهم، المتقدمين للعمل بالمدارس اليابانية المصرية.. بترشيح من جريدتنا الغراء «الوطن»، وتكليف من معالى وزير التعليم.

بالنسبة لى التجربة جديدة، قبلتها لمجرد المساهمة فى اختيار نزيه لأطقم التربية والتعليم الذين سيتحملون مسئولية انتشال الوطن من حالة التردى التعليمى.. فكرة إشراك الشخصيات العامة، وقادة المجتمع المدنى فى عمليات الاختيار، هى محاولة لتفويت الفرصة على منظومة الفساد لإجهاض التجربة الجديدة، قبل أن تبدأ، باختيار عناصر غير كفؤة.

والواقع أننى قد صُدمت من مستوى ونوعية النماذج المتقدمة، المواصفات تختلف بين متقدم وآخر، سأشير لعناوين بعض النماذج.. البعض يتقدم للمهمة لمجرد اعتبارها فرصة وظيفية، بدلاً من البطالة، أو كنقلة وظيفية أفضل.. مستوى الإلمام الثقافى والمتابعة وتحديث المعلومات الشخصية بالغ التدنى.. نادراً من يعرف كيف يحصل على المعلومة، ولا كيف يقيّم مصدرها قبل الاستناد إليها ونقلها.. الإلمام بآليات استخدام التكنولوجيا الحديثة بالغ المحدودية، إلى حد اعتماد بعض المتقدمين على الغير فى ملء نماذج التقدم على الموقع الإلكترونى للمشروع، وعدم أمانة من تم الاعتماد عليهم إلى حد تسجيل وظيفة أحد المتقدمين بأنه يعمل بمدرسة «عاشور»!!.. لم يقرأ معظم المتقدمين عن طبيعة المدارس اليابانية المصرية وفلسفتها والفارق بينها وبين المنظومة الحالية وما متطلباتها.. بعض المتقدمين لم ينفِ أنه إذا أتيحت له فرصة تنمية قدرات الطلاب من خلال الدروس الخصوصية فسيفعلها، و«كأنك يا أبوزيد ما غزيت».. والنماذج التى ترتدى «النقاب» متعددة، رغم إدراكها أنها متقدمة للتدريس لأطفال «كى جى وان» و«كى جى تو»، وهم الأحوج لتعميق عملية التواصل، المستحيل إتمامها من وراء «الخيام».

والمشكلة الوحيدة التى ينبغى أن نعتب فيها على الوزارة هى مرونة نماذج التقديم، إلى حد سمح للبعض من خارج منظومة التعليم تماماً، لا بالشهادة الدراسية، ولا بالتدريب، ولا بالخبرات السابقة أو المهارات المكتسبة بالتقدم، مما فرض عبئاً على لجان الاختيار، وحدّ من تركيزها مع مَن يستحقون الفرصة.

فى لجنتى والزميلة الدكتورة صفاء، كانت نسبة من توفر فيهم الحد الأدنى المطلوب للصلاحية من المتقدمين 36.4%، وهى نسبة بالغة التدنى.

المنظومة الجديدة واعدة، تغيير آليات الاختيار فوَّت الفرصة على الفساد لإجهاض مشروع مصر المستقبل، لكن العيب فى القماشة التى يتعامل معها وزير فُرض عليه أن يقود معركة مصر نحو التقدم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف