الجمهورية
محمد مختار قنديل
الكهرباء من ناصر إلي السيسي
* عاصرت فترة ما قبل السد العالي حيث كانت كل بيوت قريتنا مبنية بالطين وتضاء بمصابيح الكيروسين رقم 5 ورقم 10 أو الكلوب الذي كنت اري في رتينة الكلوب اختراعاً عظيماً حيث كان الكلوب يضئ بيوت الأثرياء وغيرها وكان في القرية راديو أو اثنين يعملان بالبطارية التي تشحن مثل بطارية السيارة من حين لآخر.
* وعندما ذهبت لكلية الهندسة كانت العاصمة تضاء بالكهرباء وإن كانت مازالت هناك لمبات الكيروسين وفي إعدادي هندسة عام 1960 تسابق الطلاب علي دخول قسم كهرباء لأن كهرباء السد العالي ستضئ كل مصر من أسوان للإسكندرية وستدار المصانع وكل شيء بالكهرباء وسيحتاجون لكل مهندسي الكهرباء.
* كانت أقصي طاقة كهربائية للسد العالي هي حوالي 4000 ميجاوات وكان التفكير ساعتها إنشاء المصانع التي تحتاج كهرباء إلي جوار السد العالي مثل مصنع الألومنيوم ومصنع كيما إذ أن نقل الطاقة الكهربائية كان ضعيفاً .
*أنار السد العالي الكثير من ربوع مصر منذ عام 1964 وظلت الطاقة الكهربائية متيسرة لمدة طويلة لقلة عدد السكان وقلة المنشآت التي تحتاج كهرباء ثم كانت نكسة 1967 وتم رفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وتحمل الناس آثار الهزيمة مع الاستعداد لمعركة التحرير وتعطلت أمور كثيرة في مصر انتظاراً لمعركة الحسم .
* بعد 1973 وفي عصر المهندس ماهر اباظة تم تدعيم محطات الكهرباء والشبكات ورأينا أبراج الكهرباء تغطي مصر ولكن الزيادة السكانية والمدن الجديدة والتوسع العمراني تطلب المزيد من دعم الكهرباء ونشرها في كل ربوع مصر.
* ومع ثورة يناير 2011 وما رافقها من فوضي واستيلاء جماعة الإخوان الإرهابية علي السلطة ثم الإطاحة بها في ثورة 30 يونيو زاد جنون الإرهاب وذهبوا ينسفون أبراج الكهرباء التي تؤمن شبكة كهرباء مصر بغرض إسقاط الدولة ولكن الدولة والشعب والجيش والشرطة تصدوا لهم وحافظوا علي كل خطوط وأبراج الكهرباء وحاصروا الإرهاب وهم الآن يجهزون عليه في سيناء .
* عام 2014 كان الرئيس السيسي ملماً بكل مشاكل مصر ومنها انهيار خدمة الكهرباء وكثرة انقطاعها وتأكد انه لا استثمار ولا تنمية دون طاقة كافية عمادها الكهرباء وكان ما شاهده كل المصريون يوم 24/7/2018 من افتتاح مشروعات كهربائية عملاقة والعمل علي رفع كفاءة وتطوير شبكات النقل والتوزيع .
*الطاقة والمياه هما جناحا التنمية المستدامة ولا بديل عن دعمها والمحافظة عليها فالطاقة مطلوبة للعمران ومعدات الإنشاء ولمحطات تحلية المياه والمصانع بكافة أنواعها ومحطات رفع المياه وإنارة حياة المصريين الذين يتزايدون بدون حساب ونجد كل يوم جديداً يعمل بالكهرباء مثل السيارات التي تعمل ببطارية كهربائية يتم شحنها في محطات شحن وغيرها .
*ومن قدرة مصر من الكهرباء عام 1964 حوالي 5000- 6000 ميجا وات الي حوالي 50000 ميجاوات باحتياطي حوالي 25% زيادة عن الاستهلاك مع فائض للتصدير للدول المجاورة نحمد الله تعالي ثم نشكر السيد الرئيس والقائمين علي تطوير ورفع كفاءة كل منشآت كهرباء مصر .
*إننا نرجو من كل المصريين مسئولين وغير مسئولين المحافظة علي كل منشآت الكهرباء وتأمينها وحراستها والاستفادة من الأبطال الخبراء الذين نفذوا هذه المشروعات لأنهم ثروة أغلي من المنشآت نفسها .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف