جمال حمزة
الدعاة الجدد .. ووضع السم في العسل
قال تعالي في سورة النحل الآية "125": "ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلمُ بالمهتدين".. هذه الآية الكريمة نزلت علي أفضل خلق الله "صلي الله عليه وسلم" لتبين له كيف تكون الدعوة.. وما هو الأسلوب الأمثل لها.. وهل هناك أسلوب معين للداعية.. ومتي يكون الداعية داعية لنشر سماحة وعظمة الإسلام.
** لكن يبدو أن هناك أسلوبًا مخططًا جيدًا لإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الإسلامية من القائمين علي الدعوة.. وذلك بما أطلقه جماعة من الشباب الذين لا ينتمون للأزهر من قريب أو من بعيد ولا يعرفون كيف تكون الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي بقولهم "الدعاة الجدد".
** والسؤال هنا.. هل هناك ما يسمي بالدعاة الجدد والدعاة القدامي وما هي طريقة هؤلاء وهؤلاء في الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي.. وهل حصل الدعاة الجدد علي تصاريح لممارسة الدعوة إلي.. ومن أجاز لهم ذلك.
** الغريب أن هؤلاء الدعاة الذين يطلقون علي أنفسهم "الدعاة الجدد" لا يندرجون في إطار الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تطوير الخطاب الديني عن طريق الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.. والتعليمات التي أكد عليها الرئيس بضرورة التزام القنوات الفضائية بأن يكون الداعية من أبناء الأزهر الشريف من المتخصصين في مجال الدعوة وأن تتم محاسبة أي قناة تخالف ذلك.
** والأكثر غرابة أن هذه القنوات لا تلتزم بميثاق الشرف الإعلامي في بث برامجها وخاصة ممن يقدمون البرامج الدينية لمثل هؤلاء الشباب من الذين يطلقون علي أنفسهم "الدعاة الجدد".. لذلك أتمني أن تكون هناك وقفة تجاه هذه القنوات وهؤلاء الدعاة حتي لا يتم وضع السم في العسل خاصة أن معظم الذين يقومون بنشر الدعوة في الكثير من القنوات الفضائية من الذين يلهثون وراء المادة "المال".. ولا يهمهم كيف يأتي المال.. ولا من يدفعه لهم.
** لذلك أيضًا أتمني أن تقف الحكومة لهؤلاء بالمرصاد حتي نحافظ علي أولادنا من تشتت أفكارهم بسبب إطلاق الكلمات التي ما أنزل الله بها من سلطان "الدعاة الجدد" و"الدعاة القدامي". ارحمونا يرحمكم ربنا.