الأخبار
محمد بركات
بدون تردد - وفاة.. صفقة القرن
أعتقد أن الوقت قد حان الآن لانتهاء اللغط الشديد والضجيج العالي، الذي كان دائرا ومثارا حول ما سمي »بصفقة القرن»‬ التي بشرنا بها الرئيس الأمريكي ترامب فور انتخابه، وتوليه مقاليد السلطة رئيسا للولايات المتحدة التي كانت تسمي في سالف الأيام الراعي الرسمي لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأحسب انه وبعد الرفض الواضح والصريح من جانب مصر والمملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية وكذلك الاردن ودول عربية أخري، لما تتضمنه هذه الصفقة وما تسرب عن محتواها،...، لم يعد هناك أدني فرصة للقبول بالصفقة أو إتمامها كما لم يعد هناك مبرر لبقائها علي الاطلاق.
وفي تقديري ان تصريح الرئيس السيسي الذي أدلي به، في إجابته علي أسئلة الشباب في مؤتمرهم السادس بجامعة القاهرة أول أمس، وتأكيده علي الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، المطالب والساعي لحلها حلا عادلا وشاملا علي أساس قرارات ومباديء الأمم المتحدة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس العربية،...، كان هذا التصريح هو كلمة النهاية وإعلان الوفاة لهذه الصفقة، التي لم تكن في حقيقتها سوي تعبير إعلامي.
والقراءة الموضوعية للواقع تؤكد دون شك، أن هذه الصفقة المدعاة كانت مجرد صندوق فارغ، لا يحتوي علي أي أسس صحيحة أو عادلة لحل القضية الفلسطينية، ووضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي، ولكنها علي عكس ذلك تحمل في ثناياها وشكلها ومضمونها اعطاء كل شيء لإسرائيل ولا شئ علي الاطلاق للفلسطينيين، أي أنها لم تكن صفقة خاسرة فقط للعرب، بل أسوأ من ذلك بكثير.
لقد كانت محاولة أمريكية فجة لاضفاء الشرعية علي جرائم الاحتلال، وإعطاء إسرائيل الحق في اغتصاب وسرقة كل الأراضي الفلسطينية، وتجريد الشعب الفلسطيني من كل حقوقه المشروعة في العيش بسلام وأمن في دولته المستقلة وعلي أرضه ووطنه وعاصمته القدس العربية.
ولذا فإننا نستطيع القول، بأن هذه الصفقة ولدت ميتة منذ البداية.
»‬وللحديث بقية»

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف