الأخبار
جميل جورج
رؤية شخصية - مؤمن ومستور نموذجاً
الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري أعلنت عن نظام جديد يستهدف منح جوائز للمتميزين من العاملين في الجهاز الحكومي بشهادة المواطنين المتعاملين معهم. وفي الوقت نفسه التوسع في استخدام الميكنة تجنبا لاستخدام الأضابير والدفاتر الضخمة التي تتراكم في المناور والدواليب المحطمة وعلي الأراضي في المصالح الحكومية.
وتجيء هذه المبادرة بعد أن عشنا طويلا ونحن نسمع عن الثورة الإدارية والإصلاح الوظيفي والإداري، ولم نر من النماذج الإيجابية سوي القليل والكثير من السلبيات.. ونذكر بهذه المناسبة عندما جاء إلي الجهاز المركزي للتنظيم الإداري وزير وضع نظاما رائعا ينظم التعامل بين المواطن والمصالح الحكومية من خلال تحديد المستندات المطلوبة وتكلفة الخدمة وزمن الحصول عليها.. وخرج الوزير وجاء البديل ليشطب كل الإنجازات ويبقي الأمل في مبادرة الدكتورة هالة السعيد للقضاء علي إهمال العاملين في الدولة واستخدام سياسة الدرج المفتوح لإنجاز الأعمال.
ومن خلال معاملاتي اليومية في مكتب تراخيص مرور مصر الجديدة وجدت نموذجا مشرفا علي أعلي مستوي.. الرائد مؤمن محسن رئيس الوحدة حول التعامل إلي الأخذ بنظام التعامل في البنوك.. المواطن يأخذ دوره وينتظر قليلا حتي يتم النداء عليه، ومعه كل الأوراق.. وإذا واجه مشكلة عليه الدخول إلي مكتب رئيس الوحدة وهو مفتوح دائما ويبحث معه المشكلة وهو جالس معززا مكرما حتي يتم إنجازها.. ولا يجلس رئيس الوحدة في مكتبه طويلا حتي يخرج ويطوف بين الإدارات للتأكد من انتظام العمل والانضباط .والنموذج الثاني وجدته في مكتب التليفونات بسنترال الحمام متمثلا في رئيس وحدة العقود واسمه حمودة مستور.. الرجل يتواجد في مكتبه قبل الثامنة صباحا ولا يغادره إلا بعد انصراف آخر عميل.. يستقبل الجميع بابتسامة.. إداري من الدرجة الأولي يرفض الاحتفاظ ببقايا المصروفات ولو كانت كسور الجنيه.. الجميع يتحدث عن معاملاته بكل الخير.. العمل منضبط ومثل الساعة.. يستخرج تصريح تشغيل التليفون خلال ٢٤ ساعة من إنجاز المهمة.. وإذا وجهت له الشكر قبله خجلا وهو يؤكد أن هذا واجبه.
>>>
والنموذج السلبي الذي عايشته كان في محكمة الأسرة بالأميرية.. ذهبت إليها لاستخراج إعلام وراثة بعد وفاة شقيق زوجتي ،صعدت إلي الطابق الثاني حيث تنعقد المحكمة، وجدت الدور في الرول بعيدا.. بحثت عن مكان للجلوس لإصابة ساقي بكسر.. لم أجد إلا غرفة صغيرة مكتظة بالمواطنين.. بحثت عن البديل لم أجد إلا سلم المحكمة وبعد الجلوس عليه اكتشفت مدي قذارته.. ومع الظهيرة تم النداء ودخلت إلي المحكمة وقد تلوثت ملابسي ومعي الشاهد الثاني ، ثم انصرفت وأنا أردد عبارة أمري لله.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف