بوابة الشروق
حسن المستكاوى
موسم جديد.. وظواهر قديمة
* يبدأ اليوم موسم جديد للكرة المصرية، فى ظل غياب الجمهور، دون ظهور أى ملامح لحل تلك المشكلة وتجاوزها بصورة نهائية على الرغم من مرور سنوات من النقاش، والمجادلات، وطرح أفكار لم تنفذ أو يصعب تنفيذها. وكنت شرحت مرات أن المشكلة بوضوح تكمن فى توجهات من جانب فئة من المصريين، يمكن أن تفسد مباراة كرة قدم منقولة على الهواء مباشرة ويحضرها خمسة آلاف متفرج ويشاهدها ملايين. وتلك الفئة تسعى بكل ما تملك من خطط ومناورات شريرة لإفساد المباراة لأنها منقولة على الهواء.. تلك هى المشكلة الحقيقية لمن يفكر فيها من الناحية الأمنية!
** كرة قدم دون جمهور مثل مسرح دون متفرجين. فاللعبة صناعة. والمباراة عرض فنى. والحضور عنصر من الصناعة ومن العرض. لكن الصناعة تكتمل بملاعب جيدة، ووسائل ترويح فى الملاعب. ودخول وخروج جماهير بسهولة، وتصوير وإخراج للمباريات رفيع المستوى. وتكتمل قوة الصناعة وجودتها بإعلام جيد، ومنافسات قوية.. وهذا من أسرار الدورى الإنجليزى، فالكرة فى أى بلد ليست المنتخبات فقط، ولكنها كل هذا مع المدربين، والحكام، واللوائح والنظام العادل.
** وفى الكرة المصرية ظهرت أخيرا ظواهر عجيبة وقديمة، ومنها تغيير قوائم الأندية كل موسم، فالأندية تتعاقد كل موسم مع فريق جديد من الأسماء.. وهو أمر غير معقول، يثير الشك فى جدوى فرق الناشئين، ويثير الشك فى أسباب تغيير اللاعبين السابقين بلاعبين حاليين!
** وإذا كانت الصناعة لا تربح، ولا تدر مالا وفيرا يغطى نشاط كل الأندية المشاركة، وربما يستثنى فى تلك الحالة الأهلى والزمالك وفرق قليلة للغاية لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فى أحسن الأحوال. فكيف تصل أسعار اللاعبين إلى 40 مليونا و50 مليونا، ومن هو صاحب القرار فى شراء لاعب يساوى هذه الملايين فى صناعة فقيرة وخاسرة فى مجملها؟
** كل إدارة فى كل ناد مسئولة عن فوضى الاسعار المبالغ فيها. فالإدارات هى التى طلبت تمويل صفقات بالملايين، وأسقطت تلك الإدارات من حساباتها متوسط أسعار لاعبى فريقها، وحين اشترى الأهلى على سبيل المثال لاعبه صلاح محسن، وهو موهوب وصاحب مهارات، بما يقرب من 37 مليون جنيه، فقد كان النادى مسئولا عن القرار، حتى لو كان التمويل خارجيا. وكان واجبا ألا يقبل الأهلى بهذا السعر حتى لو قبل به الزمالك أو أى ناد منافس آخر.
** حين ظهرت رغبة عبدالله السعيد فى الحصول على ملايين مقابل تجديد تعاقده، كان من حقه أن يطلب ما يشاء بعد تعاقد الأهلى مع صلاح محسن بتلك الملايين. ويومها قلت كتابة هنا ونصا فى التليفزيون أن الأهلى لا يقف على لاعب، ولا يجب أن يقف على لاعب. ثم أن القضية ليست من دفع الفلوس، وإنما هى من وافق على دفع تلك الفلوس.. ففى أحيان قد يعبر المحب عن حبه لناديه بالمال، وهو ما تكرر فى تاريخ الأهلى من رجال أعمال عبروا عن حبهم للنادى سواء صمتا وسرا بدون ضجة مثل الأمير عبدالله الفيصل، الذى قدم الكثير جدا فى زمنه وبقيمة زمنه، أو كان التعبير عن حب النادى بالعطاء وبالإعلان عن هذا العطاء، سواء فى سنوات مضت أو فى الوقت الحالى.. لكن يبقى من هو صاحب القرار؟ من يتحمل المسئولية؟ من الذى يطلب التعاقد مع اللاعب؟ من الذى يحدد السعر؟ ومن يقبل بهذا السعر؟ ومن الذى يتعامل مع لاعبيه؟ من الذى يضع النظام للاعبين؟
** لاشك أن بيراميدز ساهم فى رفع قيمة أسعار اللاعبين، تماما كما فعل باريس سان جيرمان فى الكرة الأوروبية، وكما فعلت أندية أخرى، لكن هل يمكن أن يستحوذ بيراميدز وحده على 30 لاعبا أو 40 لاعبا؟ طيب دعونا من تلك الشماعة، فهل كانت أسعار اللاعبين قبل بيراميدز مناسبة للأرباح التى تحققها صناعة كرة القدم أصلا؟ هل 6 أو 7 ملايين فى الموسم للاعب واحد سعرا طبيعيا ومعقولا أم أنه كان إسرافا مبالغا فيه؟!
** كرة القدم فى مصر فى أشد الحاجة إلى نظام.. ليس الآن فحسب ولكنها تعانى من غياب هذا النظام منذ تطبيق الاحتراف قبل 28 عاما..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف