شعرت وأنا أقرأ على صفحات الأهرام أمس وقائع الجلسة الختامية للمؤتمر الوطنى السادس للشباب بكثير من التفاؤل والارتياح! أولا، للتكريم الذى حظيت به مجموعة من الشباب المصرى المتميزين من طلاب الجامعات المصرية المختلفة من عين شمس والاسكندرية...إلى المنصورة وبنها والزقازيق والسويس وبنى سويف والفيوم. هذا أمر رائع وأتمنى أن يكون مبشرا بعودة الاحتفال السنوى بعيد العلم الذى عاصره أبناء جيلنا فى شبابهم، فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وشعرت بالتفاؤل والارتياح ثانيا لما أعلنه الرئيس السيسى من إطلاق المشروع القومى لنظام التعليم الجديد. ومع أن هذا المشروع يتعلق- كما فهمت- بالتعليم بشكل عام، إلا أنه تضمن عناصر مهمة للتعليم ما قبل الجامعى مثل: تخصيص 20% من المنح الدراسية خارج وداخل مصر، لكوادر التربية والتعليم لمدة عشر سنوات، وإنشاء هيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفنى والتقنى... إلخ طبقا للمعايير الدولية، كما تضمنت القرارات التنسيق بين الوزارات المعنية، تحت إشراف رئيس الوزراء، لإتاحة الفرصة لطلاب المدارس لممارسة الرياضة والأنشطة الثقافية والفنية. تلك أيضا خطوات رائعة لا شك فى ذلك، ولكننى هنا أحب أن أضيف، وأن أكرر بلا ملل، أن المطلوب ببساطة هو عودة المدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية شاملة, أقصد بالطبع المدرسة العامة التى يتعلم فيها أبناء الغالبية العظمى من المصريين وليست المدارس النخبوية الخاصة الجديدة التى أخذت تنتشر بشدة لتخلق طبقية تعليمية غير مسبوقة فى مصر. غير أننا نعلم جميعا أن قضية عودة هذه المدرسة العامة المجانية! التى تعلمنا فيها ليست أبدا بتلك البساطة، خاصة بعد أن تخلت عن مكانها ومكانتها للسناتر(!) والدروس الخصوصية، الأمر الذى يحتم إرادة سياسية وتوافقا مجتمعيا على حلول جذرية جادة وجريئة لمشكلة التعليم فى مصر.