الجمهورية
محمد منازع
"كيكي".. الجاهلية!!
كان أهل الجاهلية يصنعون الأصنام آلهة.. ثم يعبدونها ويقدمون لها القرابين.. وأحياناً يصنعونها من "العجوة".. وإذا جاعوا أكلوها.. والغريب أنهم يعلمون أنها لا تنفع ولا تضر.. ولكن يفعلون ذلك بحجة أنهم كذلك وجدوا آباءهم يفعلون.. لذا فهم علي آثارهم مقتدون!!
الشيء نفسه يفعله الذين يروجون الشائعات بين الناس وعلي مواقع التواصل الاجتماعي.. التي أصبحت مرتعاً للأكاذيب والمغالطات.. يستغلها الأفاقون في نشر بضاعتهم الفاسدة.. وهم يعلمون أنها ستجد من يشتريها ويروجها نيابة عنهم من الجهلة والمغفلين.. الذين يلتقطون المعلومات التي تقع تحت أيديهم.. ويعيدون نشرها.. وهم مثل الحمير التي تحمل الأسفار.. لا يعلمون ماذا تحوي.. ولا يتوقفون أمام هذه المعلومات.. وما إذا كانت صحيحة أم خاطئة.
لكن الذين يطلقون بداية الشائعة.. يدرسونها جيداً.. ويحرصون علي أن تحتوي علي شيء يهم الناس ويمس حياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم.. بل وتمس أكبر قطاع من المواطنين حتي يتحقق لهم الهدف من سرعة انتشارها.. فنجد من يتلقفها دون تفكير ويعيد نشرها.. وما هي إلا دقائق معدودات حتي تملأ الآفاق.. وتعود لمن نشرها وعليها المزيد من المغالطات.. والأكثر عجباً أن من فعلوا ذلك يصدقون ما قدموه من أكاذيب.
رقصة "كيكي" هي الأخري دخلت علي نفس الخط.. رغم ما فيها من خطورة علي الفرد والمجتمع.. إلا أنها انتشرت وتباهي أصحابها خاصة من الفنانين برقصها ووضعها علي المواقع.. مع ما فيها من هيافة وسفاهة وتفاهة.. والله إني لأخجل من الكتابة عنها.. تصرفات تصيب بالغثيان والقرف والاشمئزاز.. ومجاهرة بالبذاءة!!.. فهؤلاء الراقصون علي الطرق ليسوا أقل غباء من أهل الجاهلية عبدة الأصنام.. والأغبياء الذين يرددون الشائعات عن جهل وحماقات.
أولئك من أصحاب الجاهلية الجدد.. جاهلية القرن الواحد والعشرين.. يقلدون كما يفعل الآخرون.. حتي لو كان فيه هلاكهم.. يا قوم.. ألا تعقلون.. أليس منكم رجل رشيد؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف