اليوم ينطلق الدوري . وهو فرصة للمسئولين باتحاد الكرة لاستغلال ذاكرة السمكة لدي المصريين لنسيان الخروج الكارثي للمنتخب من المونديال والدخول في معترك جديد اسمه الموسم المحلي بكل ايجابياته وسلبياته وأحداثه الفريدة بين كل الدوريات في العالم . ولكننا لن ننسي الكارثة التي أوجعت قلوب المصريين لفترة طويلة لأنهم كانوا يتمنون أن يضع الفريق بصمة في المونديال حتي لو لم يتمكن من بلوغ الدور الثاني مثلما فعلت المغرب التي نالت احترام العالم رغم أنها لم تحقق سوي نقطة من تعادل بالاضافة إلي خسارتين.
پفي الحلقة الماضية تناولنا أثر المادة علي اللاعبين بعد أن جروا وراء الملايين للانتقال من هذا النادي إلي ذاك وكانوا يظنون أن المونديال سيرفع من أسهمهم ولكن ما حدث هو العكس لأنهم انتقلوا الي طي النسيان. واليوم نتناول أثر المادة ولكن من منظور آخر وهو تفكير اللاعبين في كيفية خطف أي ماديات متاحة علي طريقة أخطف وأجري لاستغلال الوصول الي المونديال أفضل استغلال مادي علي غرار ما كان يفعله كل المسئولين أما الفنيات والظهور بالمظهر المشرف فالي الجحيم!!
پوجد اللاعبون أن بعض القنوات علي استعداد لدفع آلاف الدولارات من أجل لقطات تصويرية عن طريق الموبايل لضرب سيطرة الشركة الراعية علي كافة كواليس المنتخب. هو أمر خاص بالصراع الاعلامي . ولكنه انتقل إلي اللاعبين في صورة عدم تركيز قبل مباريات تحدد مصير منتخب يسانده أكثر من مائة مليون مصري انخلع قلبه مع كل خسارة في أكبر معترك كروي في العالم.
پكابتن الفريق عصام الحضري قرر أن يكرس جهده من أجل التعامل في هذا الأمر من خلال غرفته علي أن يتقاضي نصف المعلوم وعلي أن يحصل اللاعب الذي يجري الحوار المصور علي النصف الآخر . ما أحلاها صفقة سهلة للحصول علي الدولارات ولكن علي حساب قلوب وطن بأسره تمزقت بعد النتائج المخيبة للآمال.
پهل كان من الممكن أن يحدث ذلك في جيل 1990 خلال فترة قيادة المنتخب في مونديال ايطاليا للجنرال الجوهري . الاجابة وكانت علي لسان كل أعضاء هذا الجيل "بالطبع لا" فقد كان بعض اللاعبين لا يعرفون أين هم علي الخريطة لأنهم قرروا وقتها أن تكون أيام المونديال القليلة من أجل الوطن فقط وليس عليهم التفكير في أي شيء حتي أسرهم.
ولن أنسي ما قاله التوأم حسام وابراهيم حسن عن تلك الرحلة قالوا: لم نكن نعلم أين كنا علي الخريطة ولو أرسلونا الي أي منطقة في صحراء مصر وقالوا ان تلك هي ايطاليا لم نكن لنعلم لأن تركيزنا كان فقط علي المران والمباريات. قالوا: نزلنا من الطائرة إلي المران ثم الي المعسكر ولم نر أي شيء سوي استاد باليرمو وملعب التدريب.
پولو كان هناك ضبط وربط في معسكر روسيا من جانب الجهاز الفني والاداري أو اتحاد الكرة لما وقعت تلك الكوارث التي أخرجت اللاعبين عن التركيز فظهر كما لو كان المعسكر عبارة عن مصيف ونزهة في الساحل الشمالي وأجواء بعيدة تماما عن تركيز فريق يلعب في كأس العالم.
في معسكر الفريق البرازيلي زار النجم السابق رونالدو قائد الفريق الحاصل علي كأس العالم 2002 معسكر فريقه فوجد كل لاعب في غرفته والجهاز الفني في قاعة الفيديو لدراسة المنافسين وعندما زارت الرئيسة الكرواتية كوليندا معسكر فريقها قبل نهائي المونديال لم يسمح لها بلقاء اللاعبين. أما معسكر منتخبنا فكان سدحا مداحا لمن يريد أن يلتقط صور السيلفي واللقطات التذكارية حتي لو كانت في غرف النوم. رفض اللاعبون أن يبتعدوا عن التفكير في أي شيء لمدة 10 أيام فقط هي عمر مشوارنا المونديالي من 15 إلي 25 يونيو فرفض التاريخ أن يسجلهم في سجل العظماء.