الأهرام
مصطفى النجار
يا عالم.. «خدوا عينى شوفوا بيها»!
نحن من المؤمنين تماما بأننا إذا أردنا أن تأخذ مصر نصيبها العادل من حركة السياحة العالمية.. فإننا فى هذه الحالة لابد أن نقول إن السياحة منظومة عمل متكاملة وليست مسئولية وزارة السياحة فقط وأن على عدد كبير من وزارات وأجهزة الدولة أن تشارك فى إعداد مصر لاستقبال المزيد من السياح بما يتناسب مع مقوماتها التى من النادر أن توجد فى دولة واحدة فى العالم.

ولذلك نحن على المستوى الشخصى لا نحب أن نستأثر بالرأى على هذه الصفحة بل نفتح الباب أمام كل الآراء احتراما للرأى الآخر ولدور الصحافة فى التنوير وإلقاء الضوء على ما يحقق المصلحة العامة.

وفى قضية السياحة تحديدا وفى الإطار السابق الإشارة إليه لا يمكن اختزال المسئولية عن السياحة بين وزارتى السياحة والطيران المدني.. بل هى مسئولية أجهزة عديدة كما تقول الرسالة التالية أن محافظتى القاهرة والجيزة دورهما كبير فى خدمة السياحة.. فهل هناك تنسيق بين الجميع من أجل الهدف القومى «السياحة»..

اقرأوا معى السطور التالية:

الأستاذ/ ......

واضح جدا أن السياح عزفوا عن زيارة القاهرة، لأسباب يطول شرحها بالرغم من احتواء القاهرة على كنوز ومزارات تستحق الزيارة فهل فكر أى من وزراء السياحة فى تسويق القاهرة كمقصد كما تفعل أبوظبى وبرشلونة؟ أين الـBranding الذى يشمل عمل لوجو جذاب للمدينة وبرنامج كرنفالات واحتفالات سنوية وحملات ترويجية لأكبر عاصمة إفريقية؟ ها هى كيجالي، عاصمة رواندا، عملت لنفسها ماركة كأنظف عاصمة إفريقية؟ أين نحن؟ وأين باصات Hop on,Hop Off أو «اركب وانزل» التى تتيح للسائح العادى الوصول للمزارات المنسية كقصر محمد على فى شبرا ومقياس النيل وقصر المانسترلى فى المنيل وقصر عابدين والمتحف الإسلامى (الذى يفتقد لساحة انتظار معتبرة تجعل من الصعب زيارته) وحديقة الأغاخان، ناهيك عن الكنيسة المعلقة وكرداسة وسقارة والمتحف المصرى الكبير فى المستقبل القريب؟ لماذا لا تُفتح بعض القصور الملكية للزيارة لإضافة نقاط جذب جديدة للقاهرة؟ هل المطلوب من كل سائح دفع مئات الجنيهات لكى ينتقل من مكان لمكان؟ أين وزراء السياحة عبر العصور من هذه الأفكار البسيطة؟!! وأين محافظتا القاهرة والجيزة من الأسوار الحاجبة للنيل، مثل سور نادى الزمالك النهرى ونادى القضاة وغيره، الذى أقيم جهارا نهارا فى تحد للقانون ولا حياة لمن تنادي؟ أين محافظة القاهرة من تجديد كوبرى الجلاء ـ الذى أوشك على الانتهاء ـ دون اضاءة على مسار الكوبرى المظلم باستثناء عمودى إنارة فى أوله وآخره؟!

وبذكر الكباري، أين الشرطة من إزالة العشوائيات الليلية من أهم كوبرى سياحى فى العاصمة وهو كوبرى قصر النيل الذى ينقلب لمرتع للباعة الجائلين بدءا من الساعة 11 مساء!!! فهذا يبيع الترمس والذرة وذاك يبيع السودانى والبطاطا والمشروبات على رصيف الكوبرى الضيق فى منظر لا يشجع السائح على التجول بل يخفيه؟

وأين الشرطة النهرية من المراكب التى تشغل موسيقى بشعة بمكبرات الصوت بالمخالفة للقانون فى محيط الفنادق المطلة على النيل ما يقلب هدوءها لجحيم سمعى ولفظى لا يليق بمصر كلها؟!!

وأين محافظة القاهرة من تشجير ميدان التحرير بكثافة شجرية لونية أمام المتحف المصري، أعلى الجراج المليء ببثور فتحات التهوية العشوائية والتى تكشف سوء اخفاق التصميم الهندسي؟ وأين مسارات عبور المشاة التى تتيح للسائح التجوال فى الميدان فى أمان خصوصا لو أراد زيارة القاهرة الخديوية؟ ولماذا لم يتم الاستعانة بمكتب عالمى لتجميل الميدان فنيا وشجريا لكى تحوله لأيقونة ومزارا سياحيا كما هو الحال فى برشلونة؟ لقد نشرت لى مقالا منذ 7 سنوات طالبت فيه بالاستعانة بمنسقين عالميين وضربت مثالا بميدان ميلينيوم فى شيكاجو، ولكن محافظة القاهرة لم تستجب!

وأين محافظة القاهرة من تحويل أرض مبنى الحزب الوطنى الذى أزيل من أكثر من 3 سنوات ـ إلى حديقة غناء يصب فيها كوبرى مشاة، من تصميم معمارى عالمى مثل سانتياجو كالاتراقا SANTIAGO CALATRAVA الكتالونى المتخصص فى الكبارى المعدنية المبدعة والذى استعانت به دبى بحيث يعبر النيل ويصب بالقرب من حديقة الأندلس مخففا من الزحام الرهيب على كوبرى قصر النيل؟! وأين محافظة الجيزة من طريق المريوطية الكارثى الواصل لمزارات فرعونية رائعة ـ والذى تحول لمقلب للقمامة، ناهيك عن عشوائية التوك توك والميكروباصات؟

الموضوع يحتاج لتخطيط سياحى عالمى لمدينتى القاهرة والجيزة! فالسياحة والطيران لن ينهضا دون تضافر الجهود والتعلم من الخارج وإلا فسنظل محلك سر نتحدث على البلاد الأخرى ونتحسر على بلدنا!

بالله عليك، أين المسئولون عن كل ما ذكرت أعلاه؟ يا عالم.. يا مسئولون «خذوا عينى شوفوا بيها» على رأى الأغنية الشهيرة للمطرب التونسى المبدع لطفى بوشناق!

دكتور مهندس ـ خالد الخشن

مخطط ومعمارى

> وأهلا دائما بكل الآراء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف