الأخبار
جلال عارف
الملعب في المدرسة والمتعة في التعليم
في الصميم
كلما تابعت أحوال التعليم، والجهود الهائلة المطلوبة لإصلاحه.. أدركت أننا كنا جيلاً محظوظاً رغم التحديات التي واجهناها في طفولتنا وصبانا، كانت هناك مدرسة حقيقية، ومعلمون متفرغون لأشرف مهنة، وتعليم مجاني وموحد.. ومع ذلك كان يوفر كل شيء ممكن ليجعل العملية التعليمية متعة حقيقية، درسنا الموسيقي، ودخلنا مكتبة المدرسة العامرة، ومارسنا الرياضة.
ولم يكن ذلك يعني وفرة الإمكانيات، بل كان العكس هو الصحيح.
في الرياضة مثلاً، لم يكن متاحاً أمامنا في مدرسة بورسعيد الثانوية الكثير من التجهيزات. كان جزءاً كبيراً من فناء المدرسة قد تحول إلي ملعب لكرة السلة، يستخدم أيضا للكرة الطائرة.
وكان الحل مبتكراً وجماعياً. كانت المدارس الأساسية الاعدادية والثانوية في أماكن متقاربة. فتم إنشاء »ملعب المعارف»‬ ليخدم مجموعة المدارس. كان هناك ملعب معقول لكرة القدم، استخدم أيضاً للهوكي. وكان حوله مضمار لألعاب القوي وبعض الأجهزة للجمباز. ومع التنظيم الجيد كان ذلك يوفر التدريب الجيد لفرق عدد من المدارس، وأن يساهم في أن تتقدم مدرستنا علي كل مدارس الجمهورية في الرياضة بعد حصولها في عام واحد علي بطولات كرة القدم والسلة والهوكي، وعلي مراكز متقدمة في معظم الألعاب.
أتذكر ذلك، ونحن نتحدث عن ضرورة استعادة المدرسة، وجعلها مصدراً للتعليم وللمتعة بالنسبة للطالب، وعن أهمية عودة النشاطات الرياضية والثقافية، والفكرة هنا هي: هل يمكن استعادة هذه التجربة التي تحدثت عنها.. بأن يكون هناك ملعب خاص لخدمة المدارس في كل حي، يخصص -أساسا- لتدريب فرق المدارس الرياضية، وتقام فيه المباريات بينها؟
ويمكن هنا ألا نحمل الدولة بأعباء كبيرة. فقط سيكون مطلوبا من المحليات تخصيص الأرض، وأن تشرف أجهزة الرياضة والشباب علي تجهيزها. ولا أظن أن القادرين في كل حي سوف يتأخرون في تحمل العبء المالي من أجل أبنائهم الذين لا يجدون الآن مكاناً يمارسون فيه الرياضة.. لا في المدرسة، ولا في الأندية.
ملاعب المدارس مع مراكز الشباب يمكن أن تقدم الكثير في هذا المجال.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف