الأخبار
محمد حسن البنا
بسم الله - أهل القرآن
بسم الله
في الأيام القليلة الماضية تم دفن شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، بعد أن توفاه الله، من دون ضجة ولم تشهد جنازته أحد من القيادات الدينية ولم يعلن نبأ وفاته في إعلامنا ولا قنواتنا، ولم يحضر أحد من شيوخ الأزهر أو الأوقاف أو الإعلام، رغم أن الشيخ عبد الحكيم لمن لا يعلم من أعلم أهل الأرض بكتاب الله، أحسن الله خاتمته وخاتمتنا.
لقد مات العلامة الشيخ عبد الحكيم شيخ عموم المقارئ المصرية وهو لا يملك سيارة، ولا بيتا، يقول الدكتور أسامة مؤمن عنه، وقد شاهده شهود عدل وهو يعرض قسما من مكتبته للبيع، ليستعين به علي شظف العيش، فقد كان مكافحا رغم المغريات العديدة والمتنوعة في عمله، يذكر لي أحد الأصدقاء أنه رأي بعينيه الشيخ محمود طنطاوي والشيخ محمود برانق زملاء الشيخ عبد الحكيم عليهم جميعا رحمة الله، وهما يلهثان جريا خلف أوتوبيس نقل عام، فلا يبالي بهما السائق، فسمعت الشيخ طنطاوي يقول : ربنا يهديك يا بني !!.
ويتساءل الدكتور أسامة : للأسف هذا حال أهل القرآن الكريم، كيف تأتي البركة بعد كل هذا؟ وأنا أقول له كل هذه مظاهر لن تفيد الشيخ رحمه الله، فالأهم حسن الخاتمة، وهذه من عند الله سبحانه وتعالي، فحضور أي قيادة دينية لا يهم عند الله، بل هو مهم لهم، وقد احتسب العلامة الشيخ الدكتور عبد الحكيم عبد اللطيف علمه لله، وهو خير المثيبين، ولن ينفعه عند الحساب من حضر ومن لم يحضر، إنما عمله الصالح وعلمه النافع وطهارة بدنه، وحسن خلقه هي الميزان الحق الذي يرضي ربنا سبحانه وتعالي، يرحم الله أهل القرآن، فقد قال عنهم الحديث الشريف عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ) وصححه الألباني في »صحيح ابن ماجة»‬. قال المناوي رحمه الله : »‬أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله المختصون به اختصاص أهل الإنسان به، سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : »‬بيت الله».
دعاء : رﺑﻨﺎ ﻇﻠﻤﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ وإن ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ وﺗﺮﺣﻤﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف