الأخبار
سليمان قناوى
البسطاء يحبون الصيف
أفكار متقاطعة

تحت أشعة شمس لا ترحم، رأيته يغني وهو يخلط حبات الرمل بذرات الأسمنت بالماء ليصنع المونة. قلت: الله يعينك علي حر الصيف. رد: »وماله الصيف يا بيه، ده حتي أحلي من الشتا»‬. صدمني الرد وانا الذي »‬أعوم» في عرقي حتي غطت حباته عدسات نظارتي. ولأن الحكمة كثيرا ما تخرج من أفواه البسطاء، قال »‬الفاعل» (المهنة والصفة) إن معادلة الصيف هي: عدد قطع ملابس أقل تساوي عدد قطع نقود أقل، ومع الحر نرتدي أخف أنواع الملابس التي تعني أخف أوراق البنكنوت، عكس الشتا الذي نحتاج فيه إلي ارتداء »‬رقات» من الملابس لابد أن تكون سميكة سواء من الصوف أو القطن والتي لا يغطيها ماليا سوي طبقات من أوراق النقد ذات الصفرين. ويكمل: »‬حصيرة الصيف واسعة» تنام فيه نوم العافية علي الأرض أو النجيلة دون الحاجة إلي سرير أو مرتبة أو بطانية أو لحاف، باختصار دون الحاجة لأربعة حيطان. الشتاء يحول بينك وبين هذا الوضع تماما. وليت هذا الفاعل البسيط قد توقف عند هذا الحد في سرد مزايا الصيف. فأكمل: »‬الصيف بيسد النفس، طبق فول في الفطار وعلبة كشري في الغدا، ونحبس بكوبايتين شاي ونومة وفرشة في العراء» نشعر معها أننا ملكنا الدنيا وما فيها. أما الشتاء فيحتاج إلي دسم وزفر وهو ما لا نستطيع تحمل ثمنه» باختصار كده في الصيف تقدر تطلع من هدومك، أما في الشتا لو فعلت ستصبح »‬سنومان» اللي بيظهر في الأفلام الأمريكاني، وينتهي بك الحال إلي مشرحة زينهم.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف