الأخبار
علاء عبد الهادى
السلام الاجتماعي
فضفضة

كنت أحد الذين كتبوا كثيرا عن ضرورة الاهتمام بالحجر قبل البشر، قلت كثيرا إن المشروعات مهما كثرت، والإنشاءات مهما علت، والطرق مهما امتدت تبقي قاصرة دون الاهتمام بالإنسان الذي هو رأس المال الحقيقي لأي بلد.. عندما تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت الدولة علي وشك الضياع بغير رجوع، لذلك قضي السنوات الأربع الأولي في تثبيت أركان الدولة وبسط الأمن والأمان في ربوعها، وإعادة هيبتها التي كادت تضيع في الداخل قبل الخارج.
نجح؟
نعم نجح حتي بشهادة من يناصبون الدولة العداء.
ورغم صعوبة الأيام، ورغم أن منحني الإرهاب في تراجع والحمد لله، إلا أنه لم يخصص الأربع سنوات الأولي لاستعادة الدولة فقط، ولو فعل كان يكفيه، بل راح يطلق سلسلة مشروعات قومية في كل ربوع مصر.
الآن ومع بداية ولايته الثانية راح يتفرغ لبناء الإنسان المصري الذي هو الأساس لكل بناء، لأن أكثر شيء يوجع أي بني آدم ويكسر نفسه ويذله لاقدر الله هو أن يشعر أن حياته لا قيمة لها مادام ليس لديه مال، وأنه يمكن أن يموت من مرض لا يملك ثمن العلاج منه.. هذا الأمر يجعله يكره نفسه وبلده وينسحب نفس الأمر علي أولاده الذين يفقدون انتماءهم لبلد لم يحافظ علي والدهم لفقره أو لضيق ذات اليد.
نفس الأمر ينسحب علي التعليم الكارثي الذي نعيش في ظله من عدة عقود.. ملايين تتخرج بلا علم، ولا معرفة تحمل شهادات لا قيمة لها ولا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به.. تدور في حلقة مفرغة بتلعن الواقع الصحي، والواقع التعليمي ولا نفعل شيئا، وإذا فعلنا فليس أمامنا إلا سياسة الترقيع والتسكين أو التسويف وهذه سياسة لا يرضي بها السيسي.. يحب أن يخوض المعارك الشرسة ولا يخاف ولا يهاب مادام أعد العدة وجهز رجاله، ودربهم وأمدهم بالسلاح لذلك تجده يقتحم أعشاش الدبابير التي عششت واستقرت واستفحلت في حياتنا.. وفي المؤتمر الوطني للشباب الذي استضافته جامعة القاهرة في إشارة لها معني استمعت إلي صورة كاملة لما ستكون عليه مصر تعليمياً وصحياً خلال عدة سنوات.
> الناس خايفة وقلقانة؟
ـ نعم ولها حق، ولكن هذه المرة ليست كأي مرة.. المنظومة التعليمية والصحية محسوبة بالورقة والقلم، وتمويلها موجود ومواردها مستدامة ولولا الإصلاح الاقتصادي ما تم شيء.
من حق كل مصري أن يأمن علي صحته إذا مرض، من حق كل مصري أن يأمن علي حصول أبنائه علي تعليم حقيقي يبنيهم ويؤهلهم ليكونوا أعضاء فاعلين في هذا البلد.
مشروع التأمين الصحي الشامل للمصريين، ومنظومة تطوير التعليم أعظم مؤشرين علي ترسيخ السلام الاجتماعي الذي غاب عن المصريين لسنوات طويلة.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف