المساء
أحمد سليمان
في حب مصر بناء الإنسان وهدمه
في جلسة استراتيجية بناء الإنسان المصري التي عقدت ضمن فعاليات المؤتمر الوطني السادس للشباب. الذي أقيم بجامعة القاهرة بداية هذا الأسبوع وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة من القلب لشباب مصر امتزجت فيها الصراحة بالأمانة والعزيمة علي تحدي المشكلات المزمنة التي تعوق بناء الإنسان المصري.
قال الرئيس ان التحدي الكبير هو بناء الإنسان وهو تحدي الإنسانية كلها. تصدي له فقط ربنا والأنبياء والرسل . فصياغة الإنسان وبناؤه بقيم رؤية رسالة الرسالات وعندما نتحدث عنها اليوم للوقوف أمام أنفسنا بصراحة وموضوعية فإننا نحتاج للتحرك تحركا قويا وفاعلا في إعادة صياغة الشخصية المصرية لكي تتطور بما يليق بمتطلبات العصر والإنسانية.
قال الرئيس أيضاً : "هل أنتم مستعدون لتغيير الخطاب الديني ولا خايفين لنضيع الدين طب مستعدين لتعديل القيم الأخلاقية. طب مستعدين تقبلوا في التليفزيون في السينما والمسرح سلوكيات لا تليق وبعدين تقولوا إبداع وحرية إبداع فيه خيط رفيع. عاوزين تصلحوا ولا مش عاوزين؟

"عاوزين نصلح ياريس .. وأيادينا معك"
الرئيس أكد علي انحيازه لرأي غالبية أبناء الشعب فيما يتعلق بوجود فارق كبير بين السلوكيات غير اللائقة في السينما والتليفزيون والمسرح وحرية الإبداع . وهو الرأي الذي يعارضه بشدة مدعو الفن والإبداع أمثال ذلك المخرج المشهور بدفاعه عن الحرية المطلقة في تصوير أي مشهد بكل جرأة تحت دعوي حرية الإبداع فخرجت أفلامه كلها بلا استثناء مليئة بالمشاهد الخارجة وغير اللائقة ولا تناسب قيم وعادات وتقاليد المجتمع المصري بحجة الواقعية.
ممثلات بأعينهن لا تجدهن يبدعن إلا في العمل مع هذا المخرج وغيره ممن علي شاكلته ويؤيدهم المخرج والممثلات في ذلك بعض كتاب السيناريو والمنتجين ومسئولي الرقابة علي المصنفات الفنية السابقين. حتي وصلنا إلي مرحلة تحديد فئات عمرية لدخول دور العرض السينمائي لخوف مسئولي الرقابة من حذف أي مشهد لا يليق في هذا الفيلم أو تلك المسرحية حتي لا تقوم عليهم قائمة مدعي حرية الفكر والإبداع . فأصبحت الوقاحة هي السائدة في أفلامنا ومسرحياتنا والإيحاءات الخارجة سمة من سماتها حتي في الأعمال المسرحية التي تعرض علي شاشات التليفزيون أسبوعياً.
نعم.. بناء الإنسان المصري يبدأ بمواجهة مدعي حرية الإبداع مهما كانت أوضاعهم ومكانتهم الاجتماعية دون خوف من أصواتهم العالية هنا أو هناك في ظل هرولة قنوات فضائية فارغة الفكر خلفهم لمجرد ظهورهم علي شاشاتها.
لنبدأ بإصلاح الفن الذي يمثل مرآة المجتمع ولتكن البداية بإعادة الرقابة علي كل الأعمال الفنية ومنع أي مشهد يتنافي مع القيم والعادات المصرية ومحددات الأمن القومي والانتماء للوطن وأسس الوحدة الوطنية.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه السيد الرئيس عن بناء الإنسان المصري هناك من يصر علي هدم هذا الإنسان بإنتاج وإخراج وتمثيل أفلام ومسلسلات ومسرحيات بلا مضمون سوي بث الألفاظ القبيحة والمشاهد الخليعة اعتقاداً منهم بأن هذه الأعمال ما دامت تحقق إيرادات عالية فهي ناجحة بينما هم يعلمون أن هذه الإيرادات خادعة لأن معظمها من جيوب المراهقين أمثالهم تماما.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف