تبدأ حياة كل إنسان بالميلاد وتنتهي بالوفاة وقد تطول الرحلة ويمتد العمر حتي سن الشيخوخة أو ما بعدها وقد يقصر فيموت في الطفولة أو الشباب ولكن من المؤكد أن هذه الرحلة يجب أن يكون لها أثر وذكري تبقي من بعده لدي الأهل والأصدقاء والجيران وقد تتعداهم لتصل إلي الجماهير في مصر والوطن العربي بل والعالم إذا كان أو كانت هذه الشخصية قد حققت الشهرة في أحد المجالات خاصة في ساحة الفن سواء في التمثيل والإخراج أو الغناء والموسيقي وفي مصر العديد من الفنانين المشهورين ممن تركوا بعد رحيلهم أعمالا مميزة خالدة من بعدهم دالة علي مواهبهم الفذة والعجيب أن الكثير منهم من أبناء مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط الذين أثرت طبيعتها الساحرة عليهم حيث هدوء البحر الممتد بشواطئه وزرقة مياهه الصافية في الصباح ونسمات الهواء العليل في المساء وثورته وأنواؤه العاصفة في أيام الشتاء التي صبغتهم بلون خاص بين الوداعة والهدوء وطول البال والسكينة والصبر والحماس والقوة والإصرار علي بلوغ شاطئ الأحلام وتحقيق الأماني بالاجتهاد للوصول إلي غايتهم خاصة بعد أن يقرروا الخروج من الإسكندرية إلي القاهرة هوليود الشرق عاصمة الشهرة فيبدأون رحلة الكفاح متحثثين الخطوات رويدا رويدا حتي تأتيهم الفرصة الحقيقية فيتعرف عليهم الجمهور المصري والعربي بل ويصلون إلي العالمية مثل النجم الراحل عمر الشريف والمخرجين الراحلين يوسف شاهين وشادي عبد السلام ومن قبلهم بعقود كان فنان الشعب الشيخ سيد درويش الذي جابت شهرته مصر إلي بلاد الشام سوريا ولبنان وفلسطين وصار لحنه "بلادي بلادي" هو السلام الوطني لمصر وفاطمة رشدي سارة برنار الشرق ومنهم أيضا علي سبيل المثال هند رستم وزبيدة ثروت وزينات صدقي وعادل أدهم وناهد شريف ونبيل الهجرسي وصلاح نظمي وسناء يونس و أحمد آدم وطلعت زكريا وياسمين صبري وغيرهم كثيرون حتي نصل إلي من فقدناهما يوم الجمعة الماضي وهما الفنان محمد شرف الذي عاني من أمراض القلب والفنانة هياتم التي قضي عليها السرطان.
والفنانان الراحلان لم يصلا إلي مصاف النجوم بل لعب كل منهما الأدوار الثانية لكن كل منهما تميز في لون خاص اتخذه طريقا له فالفنان محمد شرف بعد أن تخرج في عام 1984 في المعهد الفني التجاري اتخذ التمثيل هواية وفي القاهرة شارك في العديد من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون في أدوار ثانية تراجيدية أو كوميدية منذ عام 1994 ولا ننسي دور الحرامي الذي لعبه في أكثر من فيلم منهما مجدي في "الدادة دودي" أمام ياسمين عبد العزيز الذي دخل السجن بديلا عنها بعد أن سرقا رجل الأعمال وبيومي في زكي شان ومازلنا نتذكر عبارته الشهيرة حين أمسك به النجم أحمد حلمي "إضربني علشان أتوب" وحرامية في تايلاند بطولة كريم عبد العزيز وماجد الكدواني في دور حرامي اللوحة الفنية. كما شارك في أفلام "عصابة الدكتور عمر ـ واحد كابوتشينو ـ رمضان مبروك أبو العلمين حمودة ـ كباريه ـ عفاريت الأسفلت ـ سارق الفرح ـ حارة مزنوقة ـ مستر آند مسز عويس وغيرهم وفي مسلسلات التليفزيون كان دور" سامبو" هو أشهرهم في مسلسل " أرابيسك " مع النجم صلاح السعدني كما اشترك في مسلسل " راجل وست ستات " علي مدار تسع سنوات من 2007 حتي 2015 و "ريا وسكينة " في دور أبوالعلا ـ أستاذ ورئيس قسم ـ للعدالة وجوه كثيرة ـ مبروك جالك قلق ـ خف علينا و"كان صفين لولي" آخر أدواره عام 2017 حتي حان الأجل بعد رحلة فنية امتدت إلي ما يقرب من ربع قرن وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.