الأهرام
أحمد موسى
حقيقة دعوات المصالحة
بين وقت وآخر نجد بعض الأشخاص من المنتمين للتنظيم الإرهابي أو الطابور الخامس العملاء يطرحون خزعبلات تحت مسمي «المصالحة»، وعندما تقرأ وتحلل تلك الأطروحات الملعونة تتأكد أنها خرجت من رحم قيادة التنظيم الخائن للدين والوطن، لكن يقومون بتمريرها بكل خبث وغباء عن طريق مجموعات من المرتزقة والأفاقين بائعي الأوطان، فمنهم من لديه تواصل مباشر مع مقر التنظيم في لندن أو الضيف الدائم علي الأذرع الاعلامية للإرهاب والتي تنطلق من الفضاء التركي والقطري.

وعندما تتوالي هزائم هذا التنظيم ومن يواليه في ربوع المحروسة وتدمير البنية التحتية وقطع خطوط تمويله واتصالاته والدعم اللوجيستي في شمال سيناء، التي خططوا أن تكون هي الملاذ الآمن للخارجين من عباءة المجرم حسن البنا، من تنظيمات داعش الإرهابي، وحسم ولواء الثورة وهى الأجنحة المسلحة لعملاء وجواسيس محمد بديع ومرسي، وجمعوا الإرهابيين من بقاع الدنيا وزودوهم بالعتاد والمال ودفعوهم لكي يقيموا دولتهم المزعومة، وتصبح مصر بلدا يؤوي هؤلاء القتلة وتكون هذه صورتنا حول العالم، ويتم تصديرها بما يوحي فقد الدولة ومؤسساتها السيطرة علي بقعة عزيزة علينا وهي شمال سيناء، والتي سقط الشهداء في الحروب المختلفة لتحريرها من العدو، وكان الهدف الآخر حل القضية الفلسطينية علي حساب الأراضي المصرية، ولم يتوقع خونة الدين والوطن، أن القوات المسلحة لن تسمح لهؤلاء ومن يقف خلفهم بتنفيذ خطتهم علي حساب تراب مصر. خلال مؤتمر الشباب بجامعة القاهرة، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عما حدث قبل ثورة 30 يونيو العظيمة، ودور القوات المسلحة في استدعاء نفسها عندما وجدت الخطر يهدد الأمن القومي، لأنها مسئولة عن حماية الوطن والشعب، ولم تتآمر في أي وقت ضد نظام الخونة، بل كان الشعب هو الذي طالب قواته المسلحة بالوقوف بجانبه وحمايته من تهديدات القتل، التي كانت العصابة الحاكمة في هذا الوقت تطلقها من خلال ميليشياتها، وحدد الرئيس دور قواتنا المسلحة منذ نوفمبر 2012 بدعوة القوي السياسية للاجتماع مع رصد ما يحاك ضد الوطن ويهدد أمنه وسلامته، وهي الدعوة التي رفضها الجاسوس مرسي، وطلب من القائد العام وزير الدفاع في ذلك الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسي الغاء الدعوة.

وحدثت الثورة العظيمة وأزاحت الديكتاتور مرسي وعصابته عن حكم البلاد، وزاد الإرهاب في ربوع الوطن واستهدف القوات المسلحة والشرطة والقضاء، وشهدت مختلف المحافظات العمليات الإرهابية وأصبحت البلاد معرضة لخطر حقيقي، وتحملت القوات المسلحة والشرطة المهمة وضحوا بالرجال من أجل حياة المصريين والحفاظ علي التراب المقدس، وفشل التنظيم الإرهابي في تحقيق أطماعه وأهدافه، وشنوا ومازالوا حملات اعلامية والكترونية منظمة وممولة، في محاولة لدفع الدولة للقبول بفكرة التصالح مع أعداء الوطن، وأطلقوا بالونات اختبار لجس النبض وفي كل مرة يجدون الشعب هو الذي يتصدي لهذا الهراء، بل يكون الرد من المصريين بسرعة تنفيذ الأحكام القضائية خاصة الاعدام منها، ومع بدء العملية الشاملة سيناء 2018 في 9 فبراير الماضي، وتحقيق النتائج الكبيرة لها، وجد التنظيم الإرهابي نفسه وقد خسر كل شىء، حتي رهانهم للإرهابيين في شمال سيناء وتحفيزهم لمواجهة القوات المسلحة والشرطة، قد باء بالفشل نتيجة لسيطرة قوات إنفاذ القانون علي كل شبر وعادت الدولة تبسط نفوذها بقوة، وتعود الحياة لطبيعتها لأهالي شمال سيناء.

ويأتي الرئيس من جديد ليقول للرأي العام، نواجه الإرهاب بكل قوة ولا نجري اتصالات ولا مصالحات مع أحد، والشعب هو المسئول عن أي مصالحة، ومن جديد يتم قطع الطريق علي العملاء وأذنابهم ممن يروجون لهذه الأفكار البلهاء، فليس مقبولا علي الاطلاق السماح للتنظيم بالعودة من جديد، فهو خطر داهم علي مستقبل مصر ولن يثق الشعب في هذه الجماعة وكل عناصرها، لأنهم يفضلون مصلحتهم علي مصالح الوطن، فالتطهير منهم هو الشفاء الحقيقي لكي يعيش الشعب ويستقر، انها مصر التي نجحت في فضح مؤامرة 2011 وما تلاها حتي ثورة 30 يونيو 2013، وأفشلت كل الخطط التي كان هدفها تفكيك الدولة ومؤسساتها، ومن واجه التنظيم في أعتي قوته لن يساوم علي مصير الوطن، ولتأخذ العدالة مجراها في القصاص من التنظيم وقياداته، ولتحيا مصر بالمخلصين من خير أجناد الأرض وحراس الوطن.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف