الأهرام
محمود مراد
هل نحن مستهدفون؟
خلال متابعتي لفعاليات منتدي الشباب السبت والأحد الماضيين أحسست بجسدي المعتل وقد استفاق، إذ وجدت تطابقا بين مجمل ما قيل وبين ما كتبته هنا خلال السنوات الماضية، خاصة علي مدي العام الأخير..

وعلي سبيل التحديد فقد كان المحور الأساسي هو بناء الإنسان.. وهو أمر بالغ الأهمية ولقد كتبنا عنه كثيرا ومن زوايا مختلفة. وركزنا أكثر علي أهمية دور الإعلام والثقافة.. وإذا كان ذلك مهما فان الأهم هو: كيف يكون هذا الدور.. وكيفية تنفيذه؟ وقلنا وأسهبنا أن هذا الدور مع ضروراته.. فانه لا يغفل أدوارا أخري ومنها العدالة الاجتماعية التي تشمل حقوق الإنسان وتفريعاتها ومنها العلم والتعلم والرعاية الاجتماعية والصحية والتأثيرات الإيجابية لهذا علي العمل والإنتاج في مختلف المجالات.. بل علي زيادة الإنتاج وترقيته ووصوله إلي التنافسية ومضاعفة التصدير بما يتوازن ـ علي الأقل ـ مع الاستيراد.. ولا أعرف لماذا لم يأخذ التصدير حظه في المناقشات مع أنه حياة ومصير.

وكمثال آخر ـ مهم ـ فلقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الشائعات وأنه تم رصد واحد وعشرين ألف شائعة خلال ثلاثة أشهر.. وأنا اتفق معه في هذا ـ وعفوا فلقد كتبت كثيرا خلال الشهور الماضية عن الحرب النفسية والشائعات التي تدبر وتنطلق كل يوم وعن الحكومة الخفية التي تدير التنظيم الدولي المتحالف ضدنا ـ أعني مصر والعرب ـ والذي يعتمد علي الجماعة الإرهابية وما يتفرع عنها ومنها وما انضم من حكام أقزام ودول صغري تبحث عن دور!

واتصالا.. وهذا ما أثير في المنتدي وما سبق أن كتبنا عنه فانه ينبغي التصدي للأخبار والمعلومات الكاذبة التي تنشر هنا وهناك.. وتبثها الاذاعات وتعرضها الفضائيات.. ولابد أن يتم التصويب والتصحيح فورا. أي بعد ما لا يزيد علي ساعة واحدة مع اتخاذ إجراءات حاسمة مع المنابر التي تتعمد بث الشائعات وتشويه صورة مصر.. وهنا أنبه إلي ظاهرة يمثلها بعض المصريين الذين يقولون انهم يركزون علي متابعة وسائل إعلام أجنبية ومن ثم ينقلون عنها ما تذيعه من اخطاء وشائعات علي أنها أسرار.. مع انها خيبة أشرار!!

وإذا عدت إلي قضية «بناء الإنسان» والمناقشات التي انتشلتني من أوجاعي وآلامي لأنها مست وتداخلت مع شواغلي وهمومي.. فانني أقفز للقول إنني شديد الثقة بالشعب المصري، وشديد الإيمان بالمصري وقدراته وإمكاناته، وإذا كانت عملية بناء البشر مجتمعية يجب أن يشارك فيها الجميع فذلك صحيح لكن يتحتم أن تكون لها استراتيجية وقيادة.. وأن تعي الحالة الراهنة.. وأكرر تساؤل الرئيس السيسي: «هل تدركون أن مصر مستهدفة؟» ويجيء ردي قاطعا وهو انني شخصيا مدرك لهذا بدليل كتاباتي التي أمارس بها دورا متاحا.. ولكني ـ وبنفس الصراحة ـ أقول إن كثيرين لا يرون هذا.. لأن المناخ السائد لا يساعد علي صحة الفهم.. والمشكلة أن بعض المسئولين وهم كبار صغار الموظفين.. أو.. صغار كبار المسئولين.. لا يدركون.. وهذا أمر يدعوني إلي المطالبة بعودة منهج التربية الوطنية والقومية.. ليس فقط إلي المدارس والمعاهد العلمية.. وانما أيضا وبسرعة إلي قطاعات الشعب المختلفة.. وهنا نجد اننا نعود إلي دور الإعلام والثقافة.. وإلي أهمية عودة النشاط الثقافي والفني إلي الجامعات والمدارس.. لكن المهم ـ مجددا ـ كيف ومتى وماذا؟.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف