الأهرام
عبد المجيد الشوادفى
وطن قومى للفلسطينيين
استنادا لما تضمنه الدستور في المادة السادسة من الباب الأول فقد وافق مجلس النواب يوم 16يوليوالماضي علي إضافة مادة جديدة ِ«مكرر» بالقانون رقم 26لسنة1975تجيز الموافقة على منح الجنسية المصرية مقابل وديعة مالية، وجاء إقرار البرلمان لذلك باعتباره يتيح موردا ماليا إضافيا يدعم مشروعات البنية الاقتصادية والتنمية الصناعية والاجتماعية والاستثمار ويسهم في خفض العجز المالي الذي تعانيه موازنة الدولة لتوفير احتياجات المواطنين. كما ان التعديل القانوني وتيسير شروط اكتساب الجنسية المصرية الذي قدمته الحكومة وأقره البرلمان يعطي نموذجاً للعالم بأن مصر وطن يتيح التعايش السلمي بين مكوناته وجميع الأجناس والأعراف الأخري. وفي تلك الأثناء فجر البرلمان الإسرائيلي الكنيست يوم19يوليو الماضي بركاناً من الغضب العربي والدولي بإقراره النهائى قانون الدولة القومية للشعب اليهودي بما يعني استبعاد أي مكونات اجتماعية أخري ويلغي الوجود الفلسطيني صاحب الحق في الأرض والكيان الجغرافي وتصبح العبرية هي اللغة الرسمية.. ويأتي الإجراء الإسرائيلي مُتزامناً مع ما تنفذه من اعتداءات شبه يوميه علي الفلسطينيين في الضفة وغزه وما يترتب عليها من قتلي ومُصابين وتدمير للممتلكات.بجانب مشروعات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة واقتحام للمسجد الأقصي وإقامة صلوات يهودية بداخله انتهاكاً لحرمته كونه أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتتواصل تصرفات إسرائيل مُنذ أطلق الرئيس الامريكي ماسماه صفقة القرن- وتتابعت قراراته بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وقطع المعونة المالية عن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين, مما أرغم المنظمة الدولية على إغلاق مكاتبها وفروع توزيع معونتها في الأراضي الفلسطينية لدفع مواطنيها إلي الموت جوعاً, بسبب الحصار أو الهجرة خارج موطنهم إلي الدول المجاورة وعلي ضوء ماسبق يتضح التناقض الكلي والتام بين قانوني منح الجنسية المصرية.. و قانون القومية اليهودية لإسرائيل الأمر الذي يتبين منه أن تصرفات إسرائيل قد تكون إرهاصات لمضمون ومحتوي الغموض الذي يكتنف صفقة القرن أو حافزاً للرئيس الأمريكي ترامب للإعلان عنها والبحث عن وطن قومي للفلسطينيين علي غرار وعد «بلفور» المشئوم عام 1917. ومايترتب عليه من هزيمة كل الجيوش العربية واحتلال أراضي دولة فلسطين وماتلاها من حروب ومعارك وهزائم مازالت المنطقة تعاني آثارها وويلاتها حتي الآن.. وهذا مايُخيف أجيالنا ويهدد مستقبل مابعدنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف