الأهرام
على بركة
موظفون بالفطرة
مشكلة اللاعب المصرى فى نظرى أنه موظف بالفطرة، ولهذا لم ينجح فى الاحتراف الخارجى الا عددا محدودا فقط من اللاعبين الذين تركوا مصر صغارا فى السن، ومن ثم فقد تم تشكيلهم على النمط الأوروبى وقد تخلصوا تماما من أى آثار نفسية عالقة بشخصياتهم مثل الرضا والقناعة التى هى عنوان الوظيفة الحكومية التى تجعل الحياة كلها تمضى على وتيرة واحدة فقط وكأنها مثل عقارب الساعة. وللأسف فإن فكر اللاعبين المصريين لم يتغير منذ أن كان سقف العقد المالى لكل منهم لا يرتفع عن مائة ألف جنيه فى الموسم عند بدء تجربة الاحتراف مع بدايات التسعينيات من القرن الماضي، وظل تفكير اللاعب الموظف كما هو حين تجاوز السقف حاجز مليون جنيه حتى وصل أخيرا الى عشرين مليون جنيه فى الموسم الواحد!.

وربما كان هذا النمط من تفكير الموظفين هو المسيطر على جميع لاعبى مصر بكل الأندية ولا أستثنى ابدا واحدا منهم، إذ أرى أن هذا النمط من التفكير مستمد من طبيعة الشخصية المصرية التى ترفض المخاطرة وتعتمد على الدخل الثابت الذى يحقق الاستقرار.

ومن صفات اللاعب المصرى أيضا أنه لا يحترم الا الخصم الذى يفوز عليه.. والذى شاهد مباراة الزمالك وبتروجت الأخيرة يجدها تلخص كل آفات اللاعب المصرى الذى يستهتر بخصمه حين يشعر بأنه واثق فى الفوز وكذلك نجد أن اللاعبين الذين زادت عقودهم بما يتوافق مع الأسعار الحالية لم يقدموا ما كان مطلوبا منهم وقد ضمن كل لاعب ـ أو لنقل كل موظف ـ حياته ومستقبله، ولذلك أرى أن فريق الزمالك تحديدا تعامل باستخفاف مع خصمه، فكان عادلا مقابلة هذا الاستخفاف بقرار جريء رائع بخصم مائة ألف جنيه من كل لاعب وهو ما يمكن أن يوقظ حالة الرضا الموجودة الكامنة فى أعماق اللاعبين ويبعث داخلهم من جديد روح التحدى والانتصار، كى يحقق الفوز فى عدة مباريات قبل أن يعود اللاعب المصرى لعاداته القديمة وقد عاد موظفا كما كان.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف