الأهرام
سامية أبو النصر
كلمتين وبس مئوية جمال عبد الناصر
سعدت بدعوتى لحضور الاحتفال بمئوية الزعيم جمال عبد الناصر بمكتبة الاسكندرية، وأكثر ما لفت نظرى هو حرص ابنته الدكتورة هدى عبد الناصر على توثيق الأحداث وأرشفتها، مؤمنة بأن هذا التاريخ ليس ماض ولكنه عبر وعظات.

وقد تساءل د. مصطفى الفقي فى بداية الاحتفالية: "لماذا بقي اسم جمال عبد الناصر بعد نصف قرن من الزمان، ولماذا لا ترفع الجماهير في أي حركة شعبية بين رؤساء مصر إلا صورة عبد الناصر فقط؟"، وأكد نه ظاهرة تاريخية تستحق التأمل والدراسة، وأن فكره كان صائبًا تجاه القومية العربية ونظرته للغرب، ولكن الأخطاء كانت في التطبيق.

كما سعدت بمقابلة د. هدى عبد الناصر، التى تحدثت عن مؤسسة جمال عبد الناصر وعلاقتها بمكتبة الإسكندرية، مشيرة إلى أنها فكرت بعد وفاة والدها في إنشاء مؤسسة له على غرار المؤسسات التي تم إنشاؤها للزعماء في العالم.

وأوضحت أنها واجهت صعوبات في البداية فيما يتعلق بتمويل المشروع وتوفير مكان للمؤسسة، وتغلبت عليه من خلال إنشائها على الانترنت ونشر الوثائق، متطرقة إلى تجربتها في التعاون مع مكتبة الإسكندرية، حيث إنهم بالتعاون مع د.هدى عبد الناصر تمكنوا من تجميع نحو 1370 خطبة للرئيس عبد الناصر، وفيما يتعلق بالخطب المكتوبة قامت بجمع 10 الاف و500 صفحة مكتوبة ونشرتهم في 12 مجلدا، أما الخطب المصورة في التليفزيون فتم تجميع 191 ساعة و600 قصيدة و123 عمل أدبى و342 لوحة تشكليلية ومقالات الأستاذ هيكل 13 ألف و820 مقالة ووجدنا 74 مقالة للأستاذ هيكل فى جريدة الأنوار أما مؤلفاته فكانت فلسفة الثورة عام 53 ويوميات حرب فلسطين.

من المؤكد أن الراحل عبد الناصر كان شخصية لها معجبيها ولها حسناتها وأخطائها، أى أننا يمكن اعتبارها ظاهرة يجب أن تدرس حتى تستفيد منها الأجيال القادمة، وأهمية توثيق تاريخ هذه الحقبة الزمنية المهمة فى تاريخ مصر، ولكن دون تضخيم أو تهويل لأن التاريخ هو الحاكم الحقيقى لهؤلاء الزعماء بعيدا عن الناصريين والمتشدقين بالناصرية، وأنه كان الزعيم الأوحد، ويجب أن نعى أن له ما له وعليه ما عليه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف