الرقم مرعب.. وهو دليل إدانة للمجتمع كله.. لا أحد بريء من الجريمة كلنا مدانون إذا كانت العنوسة بين بنات مصر وصلت إلي 11 مليوناً.. تصوروا 11 مليون بنت محرومة من الأمومة ومدانة بتهمة لا ذنب لها فيها وموصومة بلقب عانس.
عانس هو ابشع الألقاب التي لا تتمناها أي فتاة.. لأن أي بنت منذ طفولتها وهي تحلم بالأمومة.. تتمني ان تحتضن أسرة وأن يكون لها شريك عمر.. تفرح به أحياناً وتحزن منه أحياناً.. تصالحه فترات وتخاصمه فترات ولكن تعيش معه حياة.. تتعذب في بعض الأوقات.. وتسعد في بعض الأوقات.. ولكن تكون إنساناً وليس مجرد شخص وحيد يمضي أيامه بلا هدف وبلا أمل في الغد.
من المؤكد أن فئة من العوانس يتحملن جزءاً من الذنب لأنهن بالغن في الأحلام والمطالب.. تتمني الواحدة منهن شاباً لا مثيل له كامل الأوصاف.. يملك كل مقومات الحياة الراغدة.. ويتمتع بكل الصفات الحميدة.. وهذا الشخص لا وجود له.. كلنا لنا أخطاء وكلنا نفتقد إلي بعض الصفات.. ودور شريكة العمر ان تصحح هذه الأخطاء وأن تستكمل معه مقومات الحياة.
غير ان الغالبية من العوانس لا ذنب لهن.. فهن مستعدات للتضحية بالكثير من مقومات الحياة الرغدة.. وراضيات بقبول بعض العيوب في زوج المستقبل لكنهن يخجلن من طرح أنفسهن في سوق النخاسة وليس لديهن وقاحة عرض أنفسهن في فترينات العرض.
هل وجود زيجات رخيصة مثل المهاجرات من الدول الشقيقة مثل سوريا وليبيا واليمن هي السبب أم ان المبالغة في المطالب وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم ثقة الشباب في العثور علي فتاة مناسبة شكلاً ومضموناً هما السبب.
القضية أخطر من ان نتركها بهذا الشكل.. لا يمكن الصمت أمام 11 مليون فتاة محكوم عليهن بالسجن في خانة العوانس.. هل هناك أحد يتحرك لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة وانقاذ فتياتنا من ان يعشن حياتهن بلا حياة؟