أحمد السرساوى
نوبة صحيان - تعال معي إلي بكين
العالم يجري نحو الصين.. في فرنسا تضاعفت أعداد من يتعلمون الصينية 4 مرات خلال الـ ١٠ سنوات الماضية.. وفي بريطانيا طرحت الحكومة برنامجا يستهدف إجادة 400 ألف طالب للصينية بحلول عام 2030، وفي أمريكا أكثر من 80 جامعة تفتح أقساما للغة الصينية، و700 معهد تدرجها ضمن اللغات الأكثر أهمية، كما اعلنت بكين مؤخرا أن عدد متعلمي لغتهم في العالم تجاوز الـ ١٠٠ مليون شخص، يدرسون في 875 مركزا تنتشر في 144 دولة، معظمها لدوافع اقتصادية أو ثقافية.
وتأتي الصين كأول وجهة سفر للأوروبيين سواء للتجارة أوالدراسة أوالسياحة وأصبحوا يفضلونها علي أمريكا وبريطانيا، وتأتي الإمارات في المرتبة الأولي علي المستوي العربي في الحرص علي تعلم الصينية خاصة بالتعليم الأساسي.
في حين يأتي الاهتمام الأكبر بالشرق الأوسط من اسرائيل التي أسرعت بإنشاء معهد علي أعلي مستوي لتعليم الصينية لا يوجد مثله إلا في 20 دولة فقط، وخلال 2016 تضاعفت الاستثمارات الصينية في إسرائيل 3 مرات، وارتفع معدل التجارة بينهما إلي 16 مليار دولار، بالرغم من ان عمر هذه العلاقات لا يتعدي 27 سنة، في حين لا يزيد هذا الرقم بين بكين والقاهرة عن 11 مليار دولار رغم صداقتنا منذ 69 عام!!
وفي مصر لم تدرج وزارة التعليم اللغة الصينية كإحدي اللغات التي تقوم المدارس الحكومية بتدريسها، إلا أن د. رحاب محمود مدير معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة الذي اختير كأحسن معهد للتدريس وتقديم الثقافة الصينية علي مستوي العالم عام 2016، وأحسن شهادة »تويفل» سنة 2017.. أكدت لي وجود نحو600 مركز و750 فصلا لتعليم الصينية في بلادنا، وأن اهتمام الشباب بها يزداد كل يوم، وهو ماذكرني بحديث سابق لي مع د.بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أن تعليم الصينية حيوي بالنسبة لنا، مُرددا مقولة مانديلا الشهيرة »إذا أردت أن تدخل عقل انسان فحدثه بالإنجليزية، وإذا أردت أن تدخل قلبه فحدثه بلغته الأم».
تعالوا نذهب إلي بكين.