احمد العطار
حلم الوحدة .. ورهان الأعداء
نوبات من اللوم والعتاب انتابت الاصدقاء والمقربين الذين بدت عليهم علامات الدهشة من حديثي السبت الماضي حول الوحدة العربية .. قالوا إنها باتت حلما بعيد المنال .. باتت ذكري جميلة تراودنا بين الحين والآخر نصبوا إليها ونحن لها لكنها جد بعيدة .. وتساءلوا اذا كان عبدالناصر زعيم القومية العربية فشل في تحقيق الوحدة وكانت كل الظروف مهيأة لولادة وطن عربي واحد لكن تمخض الجبل عن وحدة جزئية محدودة مع سوريا لم تستمر طويلا .
وأعود وأقول .. لاشيء مستحيل .. والإرادة القوية تصنع المعجزات ومايراه البعض مستحيلاپجعله أصحاب العزائم الصلبة واقعا وامامنا نماذج عديدة لأمم وشعوب سقطت في فخاخ الحروب والدمار ثم نهضت من كبوتها واستعادت عافيتها ومضت في طريق التقدم والابداع تكتب التاريخ. لن اذهب بعيدا وأتحدث عن ألمانيا النازية التي دمرتها الحروب العالمية وخرجت من مغامرة هتلر اطلالا وأشلاء.. ولا إيطاليا موسوليني التي طوت صفحة الفاشية سريعا وحجزت لنفسها مقعدا متقدما في قطار الكبار .. ولا اليابان التي مزقتها القنابل النووية إربا إربا وباتت في سنوات معدودة وحشا اقتصاديا يناطح العملاق الأمريكي نفسه الذي دمرها بالسلاح النووي .. ولكن حديثا انهار الاتحاد السوفيتي وتفككت أوصاله وتفتت دوله وجمهورياته وتناثرت نووياته شرقا وغربا ولم يتبق من الامبراطورية الشيوعية العظمي سوي ولاية وحيدة يتيمة لا حول لها ولا قوة هي روسيا .. وكاد التاريخ السوفيتي يغلق صفحاته معلنا أفول شمسها للابد ظهر فلاديمير بوتين بطموحه الاسطوري وإرادته الحديدية ونجح في بضع سنين في استعادة المجد السوفيتي واشرقت شمسه من جديد واضحي ينافس الاتحاد الأوروبي وامريكا زراعيا وصناعيا وعسكريا واخيرا رياضيا وكرويا .
وعربيا مازالت ذكريات انتصار أكتوبر حاضرة واستعادة الأمة لكبريائها وكرامتها وقد قهرنا الجيش الذي لا يقهر .. ثم انتصار 30 يونيو وتطهير مصر من الاحتلال الإخواني التتري الهمجي ووضع نهاية سريعة لمؤامرة كونية عظمي مازالت رحاها تدور في كل انحاء المنطقه فأسقطت بلدانا شقيقة عديدة في شراك الدمار والهلاك .. والتحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن ضد الامتداد الشيعي .. والرباعي العربي ضد الإرهاب القطري التركي الصهيوني.. والتحالف المصري اليوناني القبرصي وغيرها من الإرهاصات التي يمكن أن تكون نواة لتحالفات وتكتلات أكبر وأعظم .. فالأمل في الوحدة العربية مستمر ومتواصل لن يموت .. حلم ابدي سرمدي أن يفارق خيالنا وان لم يتحقق في جيلنا فحتما ستكون الأجيال القادمة اقوي واقدر واكثر جرأة وشجاعة واصرارا علي تحقيق الحلم .
وهنا أقول للجميع خاصة أولئك الذين خططوا ورسموا ودبروا لإسقاط مصر. ومازالت المؤامرة قائمة ومستمرة : مصر باقية وصامدة خالدة خلود التاريخ وعريقة عراقة الزمان والمكان .. انتم تراهنون علي إسقاط مصر لأنها عامود الخيمة العربية الكبيرة وبسقوطها لن تقوم للأمة قائمة وستذهب الي زوال .. وأتحدث الآن للمصريين .. اصمدوا وتماسكوا حتي تظل هاماتكم مرفوعة .. لاتسمعوا للأكاذيب ودعايات سوداء تريد النيل من معنوياتكم وبث روح الاحباط والاستسلام بداخلكم .. مضت السنوات العجاف والقادم لن يكون اصعب من الماضي .. فبقاء مصر قوية شامخة يبقي علي امل الوحدة العربية في داخلنا .