ماهر عباس
"عبثية" البرامج الطبية في الفضائيات
المتتبع للبرامج الطبية في القنوات الفضائية "الخاصة" يجد نفسه أمام "خدعة" إعلامية كبيرة تشتت المشاهد الباحث عن المعلومة الطبية والمريض الذي يتعلق بذرة أمل في العلاج .. هذه البرامج تشويه اعلامي واضح لما تبثه من معلومات في معظمها ربما يكون مبالغ فيها وايضا الترويج لأدوية لم تحصل علي تصاريح رسمية من المنظمات الدوائية العالمية المهتمة بالغذاء والدواء.
وقد حرصت منذ فترة علي متابعة هذه البرامج والسادة الاطباء الذين يتحدثون فيها وللاسف الشديد غاب عن هذه البرامج القمم الشامخة في الطب وحديثي هنا عن مصر التي تضم أرفع الكفاءات الطبية في كافة المجالات .. الملاحظ أن هذه البرامج "المشتراه" من القنوات يقف وراءها شباب باحث عن "سبوبة" الكسب وكل طبيب لديه مركز طبي يتقدم ويعرض شراء الوقت المناسب وهذا حقه لكن أين الرقابة العلمية والطبية علي هذا العبث الذي نسمعه كل يوم في هذه البرامج والمبالغة الكبيرة التي "يدغدغون" فيها حاجة المريض الذي يتعلق بـ "قشة" وامل في العلاج ومعظمها يركز علي موضوعات الساعة كالسمنة والرشاقة وجراحات التجميل ويتحدثون علي راحتهم لان في النهاية الطبيب دفع ثمن الحلقة للمعد او المجموعة التي أشترت حق تسويق البرنامج من القناة "الخاصة" وهي أرقام مليونية .. وليس لدي أحد اعتراض لكن أين الرقابة العلمية من المتخصصين علي هذه البرامج كما يحدث في العالم كله خصوصا أن جميع قنواتنا الفضائية الخاصة وضعت في استراتيجيتها برنامجا طبيا أو أكثر وهي من البرامج التي تغطي تكلفتها في أحيان كثيرة .. وكما هو مطلوب تثقيف المواطن صحيا .. مطلوب أيضا مراقبة المعلومة الطبية التي تدخل كل بيت .. هذه البرامج تساهم في بث معلومات غير دقيقه "طبيا" للمواطن.
ومن هنا أطالب الدكتورة هالة زايد وهي مهتمة بالاعلام الصحي وتثقيف وتوعية المواطن صحيا أن تشكل لجنة علمية تراقب هذه البرامج التي باتت تشكل "هوسا" يعبث بمعلومات المواطن ويشتت أفكاره .. وعليها دعم قناة "صحتي" الطبية التي لها علاقة قوية بالوزارة وكانت مطلبا اعلاميا لنشر المعلومات الطبية عبر عباقرة الطب في مصر التي بها كنوز علمية طبية ثرية بالعلم والمعارف الطبية في وقت تسعي الدولة للتنمية البشرية تعليميا وصحيا وثقافيا .. والحقيقة ما تقوم به القنوات الخاصة من برامج تستضيف فيها أطباء بعناوينهم وأسماء مراكزهم مع "وهم" نجاح عمليات جراحية بعينها خاصة في السمنة والعقم أمر يحتاج لوقفة من الوزارة وجامعاتنا المصرية المملوءة في كليات الطب بها بكفاءات علمية يشار لها بالبنان في الخارج تحتاج من قنوات التليفزيون المصري أعادة اكتشافها مرة ثانية وسط هذا "الغث" في الفضائيات الخاصة واعلاناتها غير المراقبة من لجان صحية علمية .. وللاسف بعد فوات الآوان نكشف أن ما بثته جرائم علمية وليس تثقيفا طبيا وصحيا.
ومرة أخري أطالب الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بحماية المواطن من مثل هذه البرامج التي لاتأخذ منه تحويشة العمر بل تفقده صحته وهذا هو المهم و"للحديث بقيه".
الشكر لصحة المنوفية
أوجه الشكر للدكتور نصيف الحفناوي لقراره الجرئ بتغيير مدير مستشفي أشمون استجابة لما نشرته "السبت" الماضي في مقالي حول المستشفي وهذا ما ننتظره من وكيل وزارة الصحة بالمنوفية بترتيب البيت الطبي بالمحافظة الذي تهاوي في مواقع كثيرة .. وتهنئة خاصة للدكتور سمير مصطفي مدير مستشفي الباجور بحصوله علي المركز الأول بين مستشفيات المنوفية.