الجمهورية
علاء طة
إنجازات الساحل الشمالي في مهب الريح
مصر الآن مُختلفة.. وطن يبحث عن هَويته ويستعيد قُوته وعافيته.. نتفق علي الهدف.. بتحقيق بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتحسين مستوي معيشة الناس وتجويد التعليم وجلب الاستثمارات وتعظيم موارد الدولة؟!.
والدولة لا تكل عن إطلاق المشروعات العملاقة ومتابعتها. وحشد لها كل الطاقات. والساحل الشمالي الغربي وتعميره علي رأس أولويات هذه المشروعات. ترتفع هامة العلمين الجديدة التي صارت قبلة للمستثمرين يضخون فيها المليارات. وتنطلق مشروعات الاستصلاح. وتتفرع شبكات الطرق. وتراهن وزارة السياحة علي مشروعات الاستثمار السياحي التي بدأت بمشروع اعمار في مراسي.. لكن في الوقت الذي يبني الجميع ملحمة فريدة. وعلي رأسهم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي رفعت كفاءة طريق الساحل الشمالي بمعايير عالمية وفي وقت قياسي. تأتي مافيا إعلانات الطرق وصغار الموظفين لتقتات علي الإنجازات. وتهيل التراب علي الإصلاح.
كنت أقود السيارة مستمتعاً بالهواء النقي. لكن فجأة تحوَّل طريق الساحل الشمالي الجميل. إلي غابة متوحشة تنذر بالموت والخوف. الإعلانات الضخمة كانت تسد الرؤية. وتصنع الفوضي. بعضها يتطاير مع الهواء. ويهتز معه قلبك رعباً. تشعر بأنه سينهار فوق رأسك والسيارة. والبعض الآخر منهار بالفعل علي جانبي الطريق ليقدم أسوأ مشهد للمصطافين والمستثمرين. الكارثة أن الإعلانات التي انهارت أعمدتها الضخمة علقوها في أوناش لتحملها. في مشهد يعبر عن الفهلوة التي تخرج لنا لسانها قائلة: "أنه لا رقيب ولا حسيب ولا مواصفات فنية. وأينما تولوا وجوهكم ينتظركم الخوف".
أعادني الاستفزاز والاستخفاف بالطريق وبأرواح الناس إلي مهنتي كصحفي. واتصلت علي الفور بمدير إعلانات الطرق بدار التحرير التي أعمل بها مخافة أن نكون متورطين بهذه الكارثة. فنفي لي الأمر أكد أنها لشركات خاصة.. وفي الفندق كان الأصدقاء يشكون من فوضي إعلانات الطريق ويتحدثون عن ارتفاع الحوادث هذا الشهر. آخرهم حادث الفنانة إيناس عز الدين يوم الأربعاء الماضي. وأحدهم قدم لي شكوي تقدم بها للإدارة العامة للمرور.. هاتفت أحد أصحاب شركات الإعلانات الكبري فأكد أن كل هذه الإعلانات تخالف المواصفات والقياسات الفنية. والمسئولية تقع علي عاتق الهيئة العامة للطرق والكباري التي تعطي التراخيص وتشرف علي الإعلانات. وكشف أن حملة كبري تمت وأزالت بعض الإعلانات. لكنها تغاضت عن باقي المخالفات.. والسؤال الآن: من يحمي هؤلاء الذين يفسدون إنجازات الساحل الشمالي؟ وإلي متي تستمر هذه المخالفات؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف