* مصر والتعليم .. ونظرة واقعية للأفارقة والعرب
* بدأت الخطوات الجدية .. وإعلان 2019 عاما للتعليم عندنا يفتح الآفاق بلا تردد
* رجاء لكل الآباء والأمهات.. التزموا بالقواعد.. وانسوا حكاية الاستثناءات في القبول!!
* مدارس التكنولوجيا التطبيقية الجديدة.. فرصة للفرد والمجتمع
لم يتبق علي إطلاق شرارة تطوير التعليم سوي شهر وعدة أيام حيث إن هناك إرادة صلبة ودائمة لتطبيق البرامج الجديدة.. برامج الابتكار والإبداع مع بداية العام الدراسي في شهر سبتمبر بإذن الله.
طبعا نحن لا نملك في المرحلة الحالية.. سوي أن نتفاءل ونهيئ أنفسنا كآباء وأمهات ومعنا أولادنا لاستقبال تلك البرامج برضا وقناعة اللهم إلا إذا أثبتت التجربة العملية عكس ذلك..!
في نفس الوقت. فإن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 ليكون عاما للتعليم .. من شأنه فتح الآفاق بلا تردد حيث يفترض أن تتعاون كافة الأجهزة مع بعضها البعض في سبيل الوصول للهدف المنشود .
***
لكن .. أكرر ولكن:
كم أتمني أن يلتزم الآباء والأمهات بالقواعد المعمول بها سواء بالنسبة للمدارس القديمة التعليمية أو الأخري الحديثة.. فأنا شخصيا تعجبت ودهشت شأني شأن غيري .. ونحن نري نواب البرلمان وهم يتدافعون داخل قاعة المجلس نحو الوزير للحصول علي تأشيرات "استثنائية" لقبول تلاميذ بمدارس بعينها .. أو الإخلال بشرط المجموع..!
بصراحة.. كنت أتصور أن هذه الظاهرة انتهي زمانها ولم تعد الصورة مقبولة الآن سواء من نواب البرلمان .. أو من جانب الناخبين الذين يضغطون عليهم وإذا لم يستجيبوا لطلباتهم "غير المنطقية" يشهرون ضدهم أسلحة الهجوم في الذهاب والإياب.
***
في نفس الوقت .. فإن فكرة إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية الجديدة تستحق المساندة والتشجيع من قبل كل فئات المجتمع..لأسباب عديدة.. أهمها أننا في أمس الحاجة لمهنيين فاهمين .. مدربين تدريبا جيدا.. وبالتالي فنحن مطالبون بالتعامل مع هذه الفكرة .. بعقول أكثر تفتحا بحيث ينال خريج هذا النوع من المدارس تقدير واحترام المجتمع وليس العكس!!
***
التعليم -يا سادة- عماد تقدم الأمم.. وعنوان حضارتها ونهضتها .. لذا فنحن نحمد الله سبحانه وتعالي أننا بدأنا أولي خطوات التطوير الجادة رغم أنها جاءت متأخرة ومتأخرة جدا..!
وبكل المقاييس التعليم مرتبط بالعلم فطالما أنه يقوم علي أسس سليمة ومسايرة للعصر.. أصبحت فرصة خلق علماء في مجالات عدة ليست بعيدة المنال..!
وللأسف.. إن معظم أزمات العالم العربي وأيضا الأفريقي تنشأ.. وتحتد نتيجة غياب العلم.. والعلماء..!
دعونا نتساءل:
لماذا لم يظهر ابن بطوطة جديد.. ذلك الرحالة والمؤرخ والقاضي والفقيه المغربي الذي قلب الموازين في التاريخ والجغرافيا.. ويكفيه مؤلفاته التي قام بتجميعها وأسماها "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار".
كذلك .. العراقي ابن الهيثم عالم الرياضيات والفيزياء وطب العيون والفلك ولعله من حسن حظ مصر أنه جاء إليها ودفن تحت ثراها ..!
وإلي جانب هذا وذاك ابن النفيس الطبيب السوري النابه الذي سجل له التاريخ أهم اكتشافاته التي يطلق عليها الدورة الدموية الصغري..!
وقد مات أيضا ودفن في مصر.
طبعا.. هؤلاء مجرد نماذج .. فهناك غيرهم أمثال ابن بطوطة وابن خلدون ويعقوب بن إسحاق الكندي ..و.. و.. السبب الرئيسي في عدم ظهور أمثال هؤلاء العلماء والفلاسفة .. غياب العلم والتعلم.. فللأسف مازالت نسبة الأمية في العالم العربي 19% وهي نسبة ليست هينة أبدا!
.. والأحوال في أفريقيا لا تختلف كثيرا.. حيث تبلغ نسبة الأمية في القرن الأفريقي 35%..
الأدهي والأمر أن ترتفع النسبة لتصل في جنوب السودان إلي 65% ..!
إذن ليس مستغربا أن تتسم العلاقات في هذا البلد الذي آثر أهله الانفصال والابتعاد بالخشونة .. والعنف .. والذاتية .. والدليل ما شهده جنوب السودان مؤخرا من صراع علي السلطة أدي إلي معارك قتل فيها من قتل .. وجرح من جرح .. حتي عقد الكبار فيما بينهم اتفاقا يقضي بأن يتولي هذا رئاسة الجمهورية .. ويشغل ذاك الذي كان عدوه اللدود حتي الأمس موقع نائب الرئيس..!
أيضا.. في ظل غياب العلم.. تتمزق خيوط الديمقراطية وهذا ما كشفته الانتخابات التي جرت مؤخرا في زيمبابوي الأفريقية .. ولكن ما أن أعلنت نتائجها.. حتي دارت المعارك الطاحنة بين أنصار الفائز ومؤيدي المهزوم .. وهكذا دواليك..!
***
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر .. فلابد أن يكون واضحا للأذهان .. أن الدول الغربية بصفة عامة .. ومعها إسرائيل بطبيعة الحال لا تريد أبدا للعرب أن يتفوقوا ويتميزوا..!
تلك حقيقة منذ عهد الاستعمار القديم.. ولم يستطيعوا التخلي عنها حتي الآن..!
ونحن إذا افترضنا جدلا أنه تم تنفيذ ما يسمي بحل الدولتين .. فهل تسمح إسرائيل للفلسطينيين بالحصول علي نصيبهم من العلم.. أم أنها ستغلق دونهم الأبواب.. وتمنع عنهم الكهرباء .. والماء .. كما يحدث حاليا..!
وبلغ التعنت أقصي مداه.. وهم يمنعون عن الفلسطينيين الوقود بسبب الطائرات الورقية الحارقة التي تزعم إسرائيل أنها تضر مستوطنيها وتؤرق ليالي "الأسياد" الذين سرقوا الوطن بما فيه من أرض .. وعرض بلا حياء..وبكل صلف وبجاحة ..!
***
في النهاية تبقي كلمة:
غني عن البيان .. أن البكاء علي أطلال الماضي لا يفيد.. ولن يفيد ومع ذلك فإن الحكمة تقتضي اتخاذ التجارب السلبية قبلها قبل غيرها لتكون عظة.. وعبرة عسي أن يشهد الحاضر والمستقبل .. تغييرا طالما تمناه البشر.. أو..أو..بعض البشر.
مواجهات
* من تعود أن يستيقظ كل صباح علي هديل الحمام.. وصفير البلبل .. لا يعنيه أبدا نباح الكلاب أو نعيق البوم.!
***
* من حقك أن تحلم.. وأن تتمني .. وأن تتخيل.. وتأكد سيجيء وقت تشرق عليك الشمس كما لم تشرق من قبل..!
***
* جاء من يسألني:
قلبي منكسر.. وطريقي مسدود وأموري معوجة:
أجبت:
أنت الذي تكسر قلبك بنفسك.. وأنت الذي بيدك أن تفتح طريقك.. وأنت الذي تستطيع بإيمانك وجهدك تصحيح أوضاعك وأمورك .
ثق بالله ولا تعجز..!
***
* وجاءتني فتاة تتمتع بجمال أخاذ ..خريجة كلية العلوم بدرجة جيد جدا:
رغم تفوقي.. ورغم عشقي لتخصصي .. إلا أنني اكتشفت أنه لا صحة أبدا لما يقال بأن العلاقة بين اثنين تحكمها هذه التي تسمي بالكيمياء ..
رددت: صدقيني رائحة المعامل ولغة العناصر والمركبات هي السبب الأساسي لفشلك في الحب مرة.. ومرتين.. وثلاثا..!
أبدأي حياتك من جديد.. واذهبي لدراسة الفنون والآداب ..!
***
* من أقوال الفيلسوف الأمريكي أوليفر وندل هولمز:
* الإنسان -أي إنسان- إنما هو ثلاثة أشخاص في صورة واحدة .. الإنسان كما خلقه الله والإنسان كما يراه الناس والإنسان كما يري نفسه .
* العبرة ليست بمكان تواجدنا الآن.. ولكنها بالاتجاه الذي نبحر إليه .. فنحن أحيانا نبحر مع التيار وأحيانا أخري ضد التيار.. المهم أن نبحر ولا نقف ولا نترك الريح تلعب بنا.
* كثيرا ما يحمي الغباء صاحبه من أن يصاب بالجنون.
***
وأخيرا ..اخترت لك هذه الأبيات من شعر أبو نواس أشهر شعراء العصر العباسي في مدح الذات الإلهية:
إلهنا.. ما أعدلك مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك.. لبيك لا شريك لك
والليل لما انحلك والسابحات في الفلك
علي مجاري المنسلك ما خاب عبد أمّلك
أنت له حيث سلك.. لولاك يا ربي هلك
كل نبي وملك.. يا مخطئا ما أعقلك
عجّل وبارز أجلك واختم بخيري عملك
لبيك إن الحمد لك والعز لا شريك لك
***
..و..و..وشكرا